اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 179
ولقد قالها أبو سفيان لهرقل, حين سأله:
هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟
فقال له: لا.
قال: فهل يغدر؟
فقال له: لا[1].
لقد وقفوا منه موقف الخصم الفاجر, وقلبوا له جميع الاتهامات إلا الكذب والغدر, لقد شهدوا له بالأمانة والصدق، وتأكدوا من سموا أخلاقه, وحتى مع نذالتهم هم في خصومتهم معه كانوا يتركون ودائعهم عنده بعد أن آذوا أصحابه, وحبسوه ثلاثة أعوام في شعب بني هاشم وأرادوا قتله، وكانت مع كل هذه المواقف المتغطرسة في لجاجة الباطل من جانبهم كانوا يتأكدون أنه الأمين الصادق وكانت ودائعهم عنده، وخلف عليا رضي الله عنه في فراشه ليلة الهجرة ليرد ودائعهم إليهم.
يقول ابن هشام:
"أما علي فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما بلغني, أخبره بخروجه, وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته -صلى الله عليه وسلم"[2]. [1] راجع فتح الباري ج1 ص38. [2] ابن هشام ج1 ص485 راجع الرسالة المحمدية للعلامة السيد سليمان الندوي ص72.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 179