responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 159
وكذلك فعلت قريش:
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [1].
قال ابن مسعود فيها: لما أبطأت قريش عن الإسلام واستعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم من الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان، ودعوا الله جل شأنه وتعرفوا عليه وابتهلوا إليه، ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون، قال ابن مسعود فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم[2].
وهكذا يدمدم عليهم القرآن الكريم ويقسو ويرهب ويتوعد لعل في هذا الأسلوب رادعة لغلو بعد أن ألان القول. وأطال في الأدلة ولون الخطاب.
لقد ذكر لهم القرآن الكريم أنواعا من نعم الله تشعر بها النفس وتحتاج إليها أعضاء الجسم.
وعرض عليهم مقالات المعاندين ونبههم إلى وحدة المصير وكشف لهم قرى النفس وطول الإنسان وسلطان الله وكيف أخذ بالسنين والنقص في الأموال والأولاد وخسف الأرض، ودمر بالصيحة والزلازل أقواما قالوا مقالة قريش فما أغنت عنهم آلهتهم من دونه من شيء وارتدوا على أدبارهم خاسرين.

[1] الآيتان: 10، 11 من سورة الدخان.
[2] ابن كثير ج4 ص138 راجع تثبيت دلائل النبوة ج1 ص82.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست