responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 156
تلك هي مصارع العتاة البغاة من الكفرة والظلمة والفسقة على مدى القرون فما أغنى عنهم ما كانوا يشركون، فإلى أين تذهبون أيها المعاندون؟
{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [1].
إنه تصوير دقيق وعجيب لحقيقة القوى في هذا الوجود التي يسيء كثير من الناس تقديرهم لها وتختل في أيديهم موازينها فلا يعرفون إلى أين يذهبون أو إلى أين يتجهون وعند الحيرة والاضطراب تخدعهم قوة السلطان أو الحكم أو التقاليد والعادات فيحسبونها هي القوى التي تعمل في هذه الأرض فيتوجهون إليها جهلا.
قد تخدعهم سلطة الحكم أو المال أو العلم إن في يد الفرد أو في يد الجماعة فيضلون وذلك هو الداء الذي يجعل الناس في جاهلية سوداء وينسون الاتجاه إلى الله الحق فليس هناك سواء من يحمي وينفع أو يضر، يميت ويحيي, إن كل ما عداه مما يشركون به كحشرة العنكبوت وكل ما لديهم من قوة فهي قوى خيط العنكبوت[2]، وسوف يعلمون.
ويكشف القرآن الكريم عن فطرة الإنسان وقد غسلتها المحن فلجأت إلى الله وعن وحدة الموقف من المعاندين دائما وعن سنة الله في محق هؤلاء الجبارين المشركين.
{فَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ,

[1] الآية رقم 41 من سورة العنكبوت.
[2] في ظلال القرآن ج20 ص129-130.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست