اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 143
إذ تصف نوعا خاصا من الغابات لم يعهده العرب ولم يروه وهو هنا في جنوب شرقي آسيا في أندونيسيا والهند الصينية والفلبين وماليزيا آيات بينات على قدرة الصانع وجلال سلطانه.
والقرآن يسوق هذه الجنات بنوعيها لإقامة الدليل على وحدانية الله الذي خلق وأظهر تلك الجنات دون شريك له بأي وجه من الوجوه[1] وهو دليل يحسه الفرد بمشاعره ووجدانه ويشعر به في نعم الله وهي تحيط به بما هيأه له من الذكاء والقدرة على العمل وبما سخره له من الشجر والأرض والماء والسحاب ليصنع له {جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ} .
وما أحاطه به من جنات برية يعجز بقدرته البشرية عن غرسها وسقيها ورعايتها وسبحان الله العظيم فالذي يلاحظ الناس هنا في جنوب شرقي آسيا وهي في ظلال الغابات التي يتساقط عليهم من ثمراتها، عليهم مسحة الكسل والركون إلى الدعة فالمطر ينزله الله من السماء والأرض تنبت ثمارا أشجارها بإذن الله ولا مدخلية للفرد هنا بجهد عظيم أو عادي يذكر.
في حين أن أهل الجنات المعروشات قد حباهم الله من القوة والمناخ ما يسعفهم على التحرك والعمل والزرع والسقي والرعاية فقد علم الله أنهم لن يحصلوا على ثمار جنة معروشة إلا بكد وعرق وجهد فذلل لهم الجو بالمناخ ووهبهم القوة على العمل والسعي. [1] راجع روح المعاني ج8 ص37 تفسير الطبري ج8 ص50 ط ثانية.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 143