اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 140
الذي تجري به السموات والأرض. إن الله هو الفعال لما يريد, وهم خلق من خلقه يتصرف فيهم وفق ما يريد تصرفه وتدبيره وهم لا يملكون إلا الخضوع والقنوت.
وله المثل الأعلى في السموات والأرض فهو سبحانه المنفرد بالتدبير والتصرف في الملك, ومنفرد بصفاته الحسنى لا يشاركه فيها أحد وليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم القاهر المدبر بالحكمة والتقدير الرحيم[1]. [1] راجع في ظلال القرآن ج21 ص34-40.
رابعا: بعث الوجدان الفطري
وبعد هذه الاستفاضة الواسعة الفسيحة في أرجاء الكون وأعماق النفس وإبراز صفات الله بشتى أنواع الأدلة المحسوسة بالعين والمشاهدة بالبصيرة، والمدركة بالمشاعر:
أدلة الخلق.
وأدلة الترابط والقصد.
وأدلة العناية والتدبير.
التي توصل العقل السليم إلى الإيمان بوحدانية الخالق وكمال صفاته الحسنى التي لا يشاركه فيها أحد واستحقاقه وحده جل شأنه العبادة من البشر, بعد هذه الاستفاضة يعرج القرآن الكريم بالقوم بمعاندي الدعوة على نوع خاص من الأدلة هي بعث المشاعر والعواطف.
يهدهد على عواطفهم تارة بكل ملطف ومنبه يمس شغاف قلوبهم باليد الرحيمة الرفيقة الودودة المنعمة لعلهم يستيقظون.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 140