اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 120
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ، وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [1].
{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [2].
العلم:
الذي يتتبع آثار علم الله في إرجاء الكون الفسيح ينطلق خياله من وراء هذا النص القصير مرتادا آفاق المعلوم والمجهول متخطيا عالم الغيب وعالم الشهود وراء هذا الكون المشهود، وأنه في هذا التتبع ليرتعش وهو يستقبل الصور والمشاهد من كل فج وهو يرتاد أستار الغيوب المختومة في الماضي والحاضر والمستقبل, ومفاتحها كلها عند الله لا يعلمها إلا هو ويجول وهو يرتاد بعقله وفؤاده وخواطره في مجاهل البر وغيابات البحر المكشوفة كلها لعلم الله الواسع المحيط بكل أبعادها وخفاياها وأسرارها، ويتتبع الأوراق الساقطة من أشجار الأرض فلا يكاد يحصيها عدا, ولا يعرف زمن سقوطها وعلاته, وعين الله على كل ورقة تسقط هنا وهناك ويلحظ المتجول كل حبة مخبوءة في ظلمات الأرض أنها لا تغيب عن عين الله طرفة عين، ويرقب كل رطب ويابس في عرض هذا الكون وفي طوله يجده لا يستطيع أن يند عنه شيء عن علم الله المحيط. [1] الآيتان 19، 20 من سورة غافر. [2] الآيتان 36، 37 من سورة الجاثية.
اسم الکتاب : الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها المؤلف : رؤوف شلبي الجزء : 1 صفحة : 120