responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 268
الْوُسْطَى الَّتِي تَخْرُجُ إِلَى مَا يَلِي[1] الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ[2] فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا -حَصًا مِثْلُ حَصَا الْحَذْفِ[3]- رَمَاهَا[4] مِنْ بَطْنِ الْوَادِي. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ. ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبِضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ، فَأَكَلا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْتِ فَأَفَاضَ[5]، وَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ وَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: "انْزِعُوا [6] يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ على سِقَايَتكُمْ [7] لنزعت مَعكُمْ" وناوله دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم.

[1] فِي مُسلم: تخرج على الْجَمْرَة الْكُبْرَى.
[2] هَكَذَا فِي مُسلم. وَفِي الأَصْل ور: الْمَسْجِد. والجمرة الَّتِي عِنْد الشَّجَرَة هِيَ نفس الْجَمْرَة الْكُبْرَى. وَهِي جَمْرَة الْعقبَة.
[3] الْحَذف: الرَّمْي بأطراف الْأَصَابِع، أَي: أَنه حَصى صَغِير نَحْو حَبَّة الباقلاء.
[4] رَمَاهَا بعد طُلُوع الشَّمْس كَمَا هُوَ وَاضح من السِّيَاق.
[5] فِي مُسلم: فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْت: أَي طَاف طواف الْإِفَاضَة، وَهُوَ أحد أَرْكَان الْحَج.
[6] انزعوا: استقوا بالدلاء وانزعوها بالرشاء.
[7] يُرِيد عَلَيْهِ السَّلَام: أَنه لَوْلَا خَوفه أَن يعْتَقد النَّاس أَن ذَلِك من مَنَاسِك الْحَج فيزدحموا عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَغْلِبُونَكُمْ ويدفعونكم عَن سِقَايَة الْحَج لاستقيت مَعكُمْ، لما فِي ذَلِك من كَثْرَة الْفَضِيلَة.
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست