responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 187
وَكَانَ أول من أَنْذرهُمْ[1] سَلمَة بْن عَمْرو بْن الْأَكْوَع الْأَسْلَمِيّ كَانَ ناهضا إِلَى الغابة، فَلَمَّا علا ثنية الْوَدَاع نظر إِلَى خيل الْكفَّار وأنذر الْمُسلمين، ثمَّ نَهَضَ فِي آثَارهم، فأبلى بلَاء عَظِيما حَتَّى استنقذ أَكثر مَا فِي أَيْديهم. وَوَقعت الصَّيْحَة بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ أول من جَاءَ إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِين الصَّيْحَة الْمِقْدَاد بْن الْأسود، ثمَّ عباد بْن بشر، وَسعد بْن زيد الأشهليان، وَأسيد بْن ظهير الْأنْصَارِيّ، وعكاشة بْن مُحصن الْأَسدي، ومحرز بْن نَضْلَة[2] الْأَسدي الأخرم، وَأَبُو قَتَادَة الْحَارِث بْن ربعي، وَأَبُو عَيَّاش الزريقي واسْمه عبيد بْن زيد بْن صَامت. فَلَمَّا اجْتَمعُوا أَمَّرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [عَلَيْهِم] سعد[3] بْن زيد. وَقيل: أَن رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعْطى فرس أبي عَيَّاش الزريقي معَاذ بْن ماعص أَو عَائِذ بْن ماعص وَكَانَ أحكم للفروسية من أبي عَيَّاش.
فَأول من لحق بهم مُحرز بْن نَضْلَة الأخرم فَقتل، رَحمَه اللَّه، قَتله عَبْد الرَّحْمَن بْن [عُيَيْنَة[4] بْن] حصن وَكَانَ على فرس لمحمود بْن مسلمة أخي مُحَمَّد بْن مسلمة أَخذه وَكَانَ صَاحبه غَائِبا، فَلَمَّا قتل رَجَعَ الْفرس إِلَى آريه[5] فِي بني عَبْد الْأَشْهَل، وَقيل: بل أَخذ الْفرس عَبْد الرَّحْمَن بْن عُيَيْنَة إِذْ قَتَلَ مُحْرِزَ بْن نَضْلَة عَلَيْهِ، وَركبهُ. ثمَّ قتل سَلمَة بْن الْأَكْوَع عَبْد الرَّحْمَن بْن عُيَيْنَة بِالرَّمْي فِي خرجته تِلْكَ واسترجع الْفرس وَخرج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاء يُقَال لَهُ قَرَدَ، وَنحر نَاقَة من لقاحه المسترجعة، وَأقَام على ذَلِك المَاء يَوْمًا وَلَيْلَة. وَكَانَ الْفضل فِي هَذِه الْغَزْوَة وَالْفِعْل الْكَرِيم والظهور وَالْبَلَاء الْحسن لسَلمَة بْن الْأَكْوَع، وَكُلُّهُمْ مَا قَصَّرَ[6]، رَضِي اللَّه عَنْهُم.
وَكَانَ الْمُشْركُونَ قد أخذُوا نَاقَة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العضباء[7] فِي غارتهم تِلْكَ على

[1] هَكَذَا فِي الأَصْل، وَفِي المصادر الْأُخْرَى: نذر بهم، أَي عرفهم.
[2] ويروى: نَضْلَة بِفَتْح النُّون وَالضَّاد. والأخرم لقبه.
[3] قيل: بل الْمِقْدَاد كَانَ أَمِيرهمْ وَهُوَ قَول ضَعِيف.
[4] زِيَادَة من ر، وَيدل عَلَيْهَا مَا بعْدهَا وَفِي بعض الرِّوَايَات أَن اسْم قَاتله مسْعدَة الْفَزارِيّ وَقيل بل اسْمه
أوبار.
[5] آريه: مربطه.
[6] وَيُقَال: قتل أَبُو قَتَادَة مسْعدَة الْفَزارِيّ، وَقتل الْمِقْدَاد حبيب بن عُيَيْنَة بن حصن وقرفة بن مَالك بن حُذَيْفَة بن بدر، وَقتل عكاشة بن مُحصن أوبارا وَابْنه.
[7] وَيُقَال إِنَّهُم أخذُوا مَعهَا تسعا من لقاح الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست