responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 145
غَزْوَة أحد 1
فَأَقَامَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ بعد قدومه من بحران جُمَادَى الْآخِرَة ورجبا وَشَعْبَان ورمضان، فغزته كفار قُرَيْش فِي شَوَّال[2] سنة ثَلَاث، وَقد استمدوا بحلفائهم والأحابيش[3] من بني كنَانَة. وَخَرجُوا بنسائهم لِئَلَّا يَفروا عَنْهُن. وقصدوا الْمَدِينَة، فنزلوا قرب أحد على جبل على شَفير الْوَادي بقناة مُقَابل الْمَدِينَة.
فَرَأى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامه أَن فِي سَيْفه ثلمة وَأَن بقرًا لَهُ تذبح وَأَنه أَدخل يَده فِي درع حَصِينَة[4]. فتأولها أَن نَفرا من أَصْحَابه يقتلُون وَأَن رجلا من أهل بَيته يصاب وَأَن الدرْع الحصينة الْمَدِينَة. فَأَشَارَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أَصْحَابه أَن لَا يخرجُوا إِلَيْهِم وَأَن يتحصنوا بِالْمَدِينَةِ فَإِن قربوا مِنْهَا قاتلوهم على أَفْوَاه الْأَزِقَّة. وَوَافَقَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على هَذَا الرَّأْي عَبْدُ اللَّهِ بْن أبي بْن سلول، وأبى أَكثر الْأَنْصَار إِلَّا الْخُرُوج إِلَيْهِم ليكرم اللَّه من شَاءَ مِنْهُم بِالشَّهَادَةِ. فَلَمَّا رأى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزيمتهم دخل بَيته، فَلبس لأمته[5]، وَخرج،

1 انْظُر فِي غَزْوَة أحد ابْن هِشَام 3/ 64 والواقدي ص197 وَابْن سعد ج2 ق1 ص25 وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ 12/ 147 وصحيح البُخَارِيّ 5/ 93 والطبري 2/ 499 وأنساب الْأَشْرَاف 1/ 148 وَابْن حزم ص156 وَابْن سيد النَّاس 2/ 2 وَابْن كثير 4/ 9 والنويري 17/ 81 والسيرة الحلبية 2/ 284.
[2] كَانَت فِي يَوْم السبت لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من شَوَّال، وَعند ابْن سعد: لسبع لَيَال خلون مِنْهُ، وَقيل: لِلنِّصْفِ مِنْهُ.
[3] الْأَحَابِيش: هم بَنو المصطلق وَبَنُو الْهون بن خُزَيْمَة تحالفوا عِنْد حُبَيْش جبل بِمَكَّة فسموا أحابيش لِاجْتِمَاعِهِمْ، من التحبش وَهُوَ التجمع.
[4] فِي بعض الرِّوَايَات أَن الرَّسُول رَأْي أَيْضا فِي مَنَامه أَنه مردف كَبْشًا وتأوله أَن حَامِل لِوَاء الْمُشْركين يقتل.
[5] اللأمة: الدرْع أَو جَمِيع السِّلَاح.
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست