responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 141
غَزْوَة بحران 1
فَأَقَامَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ ربيعا الأول، ثمَّ غزا يُرِيد قُريْشًا، واستخلف على الْمَدِينَة ابْن أم مَكْتُوم، فَبلغ بحران، معدنا بالحجاز، وَلم يلق حَربًا. فَأَقَامَ هُنَالك ربيعا الآخر وجمادى الأولى من السّنة الثَّالِثَة. ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمَدِينَة.
غَزْوَة بني قينقاع 2
وَنَقَضَ بَنو قينقاع من الْيَهُود عقد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم، فَخرج إِلَيْهِم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحاصرهم حَتَّى نزلُوا على حكمه. فشفع فيهم عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول، وَرغب فِي حقن دِمَائِهِمْ، وألح على رَسُول اللَّه وَتعلق بِهِ حَتَّى أَدخل يَده فِي جيب درعه، فَقَالَ: "أَرْسلنِي"، فَقَالَ: وَالله لَا أرسلك حَتَّى تحسن إِلَيّ فِي موَالِي: أَرْبَعمِائَة حاسر[3] وثلاثمائة دارع تُرِيدُ أَن تحصدهم فِي غَدَاة وَاحِدَة. وَكَانَ حصاره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُم خمس عشرَة لَيْلَة واستخلف على الْمَدِينَة فِي تِلْكَ الْمدَّة [أَبَا لبَابَة] بشير بْن عبد الْمُنْذر.

1 انْظُر فِي غَزْوَة بحران ابْن هِشَام 3/ 50 وَابْن سعد ج2 ق1 ص24 والواقدي ص195 والطبري 2/ 487 وَابْن حزم ص153 وَابْن سيد النَّاس 1/ 304 وَابْن كثير 4/ 3 والنويري 17/ 79 وَالسير الحلبية 2/ 280. وبحران: مَوضِع لبني سليم من نَاحيَة الْفَرْع بِفتْحَتَيْنِ، وَهِي قَرْيَة من قرى الْمَدِينَة، وَكَانَ الرَّسُول بلغه أَن بني سليم تجمعُوا للإغارة على يثرب، فَرَأى أَن يعاجلهم، وَيَقُول ابْن سعد أَنه خرج إِلَيْهِم لست خلون من جمادي الأولى فِي السّنة الثَّالِثَة لِلْهِجْرَةِ.
2 انْظُر فِي غَزْوَة بني قينقاع ابْن هِشَام 3/ 50 والواقدي 177 وَابْن سعد ج2 ق1 ص19 والطبري 2/ 479 وَابْن حزم ص154 وَابْن سيد النَّاس 1/ 294 وَابْن كثير 4/ 5 والنويري 17/ 67 والسيرة الحلبية 2/ 272. وَكَانَت هَذِه الْغَزْوَة يَوْم السبت لنصف شَوَّال من السّنة الثَّانِيَة لِلْهِجْرَةِ، فَكَانَ يَنْبَغِي تَقْدِيمهَا على جَمِيع الْغَزَوَات السَّابِقَة مَا عدا غَزْوَة بني سليم الأولى. وَكَانَ بَنو قينقاع أول من نقض الْعَهْد من الْيَهُود فحاربهم الرَّسُول وحاصرهم حصارا شَدِيدا لمُدَّة خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى نزلُوا على حكمه، وَهُوَ أَن لَهُ أَمْوَالهم وَعَلَيْهِم الْجلاء عَن الْمَدِينَة، فَجَلَوْا عَنْهَا وَلَحِقُوا بأذرعات مخلفين بحصنهم سِلَاحا وَآلَة كَثِيرَة. وَلم يكن لَهُم زرع وَلَا نخل وَإِنَّمَا كَانُوا تجارًا وصاغة.
[3] الحاسر ضد الدارع أَي لابس الدرْع.
اسم الکتاب : الدرر في اختصار المغازي والسير المؤلف : ابن عبد البر    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست