responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص الكبرى المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 92
بكر نلتمس الرضعاء فِي سنة شهباء فَقدمت على أتان لي وَمَعِي صبي لنا وشارف لنا وَالله مَا تبض بقطرة وَمَا ننام ليلنا ذَلِك أجمع مَعَ صبينا ذَاك لَا يجد فِي ثديي مَا يُغْنِيه وَلَا فِي شارفنا مَا يغذيه فقدمنا مَكَّة فوَاللَّه مَا علمت منا امْرَأَة الا وَقد عرض عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتأباه إِذا قيل انه يَتِيم فوَاللَّه مَا بَقِي من صواحبي امْرَأَة إِلَّا أخذت رضيعا غَيْرِي فَلَمَّا لم أجد غَيره قلت لزوجي وَالله إِنِّي لأكْره ان أرجع من بَين صواحبي لَيْسَ معي رَضِيع لأنطلقن إِلَى ذَلِك الْيَتِيم فلآخذنه فَذَهَبت فَأَخَذته فَمَا هُوَ إِلَّا ان أَخَذته فَجئْت بِهِ رحلي فَأقبل عَلَيْهِ ثدياي بِمَا شَاءَ من لبن فَشرب حَتَّى رُوِيَ وَشرب أَخُوهُ حَتَّى رُوِيَ وَقَامَ صَاحِبي إِلَى شارفنا تِلْكَ فَإِذا انها لحافل فَحلبَ مَا شرب وشربت حَتَّى روينَا وبتنا بِخَير لَيْلَة فَقَالَ صَاحِبي يَا حليمة وَالله إِنِّي لأرَاك قد أخذت نسمَة مباركة ألم تري مَا بتنا بِهِ اللَّيْلَة من الْخَيْر وَالْبركَة حِين أخذناه فَلم يزل الله يزيدنا خيرا ثمَّ خرجنَا رَاجِعين إِلَى بِلَادنَا فوَاللَّه لَقطعت أَتَانِي بالركب حَتَّى مَا يتَعَلَّق بهَا حمَار حَتَّى ان صواحباتي يقلن وَيلك أهذي أتانك الَّذِي خرجت عَلَيْهَا مَعنا فَأَقُول نعم وَالله انها لهي فيقلن وَالله إِن لَهَا لشأنا حَتَّى قدمنَا أَرض بني سعد وَمَا أعلم أَرضًا من أَرض الله أجدب مِنْهَا فَإِن كَانَت غنمي لتسرح ثمَّ تروح شباعا لَبَنًا فَنحْن وماشيتنا وَمَا حولنا أحد تبض لَهَا شَاة بقطرة لبن وَأَن اغنامهم لتروح جياعا حَتَّى أَنهم ليقولون لرعائهم وَيحكم انْظُرُوا حَيْثُ تسرح غنم حليمة فاسرحوا مَعهَا فَيسرحُونَ مَعَ غنمي حَيْثُ تسرح فيروحون أغنامهم جياعا مَا فِيهَا قَطْرَة لبن وَتَروح غنمي شباعا لَبَنًا فَلم يزل الله يرينا الْبركَة ونتعرفها حَتَّى بلغ سنتَيْن فَكَانَ يشب شبَابًا لَا يشبه الغلمان فوَاللَّه مَا بلغ السنتين حَتَّى كَانَ غُلَاما جفرا فقدمنا بِهِ إِلَى امهِ وَنحن أضن شَيْء بِهِ مِمَّا رَأينَا فِيهِ من الْبركَة فَلَمَّا رَأَتْهُ امهِ قُلْنَا لَهَا يَا ظئر دعينا نرْجِع بإبننا هَذِه السّنة الْأُخْرَى فَإنَّا نخشى عَلَيْهِ وباء مَكَّة فوَاللَّه مَا زلنا بهَا حَتَّى قَالَت

اسم الکتاب : الخصائص الكبرى المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست