responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص الكبرى المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 191
صَاعِقَة عَاد وَثَمُود) فَأمْسك عتبَة على فِيهِ وَنَاشَدَهُ الرَّحِم ان يكف عَنهُ وَلم يخرج إِلَى أَهله وَاحْتبسَ عَنْهُم فَقَالَ أَبُو جهل يَا معشر قُرَيْش وَالله مَا نرى عتبَة إِلَّا قد صَبأ إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبهُ طَعَامه وَمَا ذَاك إِلَّا من حَاجَة أَصَابَته انْطَلقُوا بِنَا اليه فَأتوهُ فَقَالَ ابو جهل وَالله يَا عتبَة مَا حسبناك إِلَّا أَنَّك صبوت إِلَى مُحَمَّد وَأَعْجَبَك أمره فَإِن كَانَت بك حَاجَة جَمعنَا لَك من أَمْوَالنَا مَا يُغْنِيك عَن طَعَام مُحَمَّد فَغَضب وَأقسم بِاللَّه لَا يكلم مُحَمَّدًا أبدا قَالَ وَلَقَد علمْتُم اني من اكثر قُرَيْش مَالا وَلَكِنِّي أَتَيْته فَأَجَابَنِي بِشَيْء وَالله مَا هُوَ بِسحر وَلَا شعر وَلَا كهَانَة قَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب فصلت آيَاته حَتَّى بلغ فَقل انذرتكم صَاعِقَة مثل صَاعِقَة عَاد وَثَمُود فامسكت بِفِيهِ وَنَاشَدْته الرَّحِم ليكف وَلَقَد علمْتُم ان مُحَمَّدًا اذا قَالَ شَيْئا لم يكذب فَخفت ان ينزل بكم الْعَذَاب
وَأخرج إِبْنِ اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُحَمَّد بن كَعْب قَالَ حدثت ان عتبَة بن ربيعَة قَالَ ذَات يَوْم وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد يَا معشر قُرَيْش أَلا أقوم إِلَى هَذَا فأكلمه فَأَعْرض عَلَيْهِ أمورا لَعَلَّه ان يقبل مِنْهَا بَعْضهَا ويكف عَنَّا قَالُوا بلَى يَا أَبَا الْوَلِيد فَقَامَ عتبَة حَتَّى جلس إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر الحَدِيث فِيمَا قَالَ لَهُ عتبَة وَفِيمَا عرض عَلَيْهِ من المَال وَالْملك وَغير ذَلِك حَتَّى إِذا فرغ عتبَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفرغت يَا أَبَا الْوَلِيد قَالَ نعم قَالَ فاسمع مني قَالَ فافعل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حم تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم كتاب فصلت آيَاته قُرْآنًا عَرَبيا فَمضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقرأها عَلَيْهِ فَلَمَّا سَمعهَا عتبَة انصت لَهَا وَألقى بيدَيْهِ خلف ظَهره مُعْتَمدًا عَلَيْهِمَا يسمع مِنْهُ حَتَّى انْتهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى السَّجْدَة فَسجدَ فِيهَا ثمَّ قَالَ سَمِعت يَا أَبَا الْوَلِيد قَالَ سَمِعت قَالَ فَأَنت وَذَاكَ فَقَامَ عتبَة إِلَى اصحابه فَقَالَ بَعضهم لبَعض نحلف بِاللَّه لقد جَاءَكُم أَبُو الْوَلِيد بِغَيْر الْوَجْه الَّذِي ذهب بِهِ فَلَمَّا جلس إِلَيْهِم قَالُوا وَمَا وَرَاءَك يَا أَبَا الْوَلِيد قَالَ ورائي إِنِّي وَالله قد سَمِعت قولا مَا سَمِعت بِمثلِهِ قطّ وَالله مَا هُوَ بالشعر وَلَا السحر وَلَا الكهانة يَا معشر قُرَيْش أَطِيعُونِي واجعلوها بِي خلوا بَين هَذَا الرجل وَبَين مَا هُوَ فِيهِ واعتزلوه فوَاللَّه لَيَكُونن لقَوْله الَّذِي سَمِعت نبأ فان تصبه الْعَرَب فقد كفيتموه بغيركم وان يظْهر على

اسم الکتاب : الخصائص الكبرى المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست