responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يقظة أولي الاعتبار المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 176
فصل قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحِمهم الله فى هَذِه الْأَحَادِيث ظَاهرهَا الاطلاق
والعموم وَلَيْسَت كَذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ فى نَاس من الْمُسلمين تفضل الله عَلَيْهِم برحمته ومغفرته فَأعْطى كل إِنْسَان مِنْهُم فكاكا من النَّار من الْكفَّار وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيث أَبى بردة عَن ابيه عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يجىء يَوْم الْقِيَامَة نَاس من الْمُسلمين بذنوب أَمْثَال الْجبَال فيغفرها الله لَهُم ويضعها على الْيَهُود وَالنَّصَارَى خرجه مُسلم وَمعنى يغفرها لَهُم أى يسْقط الْمُؤَاخَذَة عَنْهُم بهَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ لم يذنبوا وَمعنى الْوَضع أى يُضَاعف عَلَيْهِم الْعَذَاب بِذُنُوبِهِمْ حَتَّى يكون عَذَابهمْ بِقدر جرائمهم وجرم مذنبى الْمُسلمين لَو أخذُوا بذلك لِأَنَّهُ تَعَالَى لَا يَأْخُذ أحدا كَمَا قَالَ {وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى} وَله سُبْحَانَهُ أَن يُضَاعف لمن شَاءَ الْعَذَاب ويخفف عَمَّن يَشَاء بِحكم إِرَادَته ومشيئته إِذْ لَا يسئل عَمَّا يفعل وفى الرِّوَايَة الْأُخْرَى لَا يَمُوت رجل مُسلم إِلَّا أَدخل الله مَكَانَهُ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا فَمَعْنَى ذَلِك أَن الْمُسلم المذنب لما كَانَ اسْتحق مَكَانا من النَّار بِسَبَب ذنُوبه وَعَفا الله عَنهُ وبقى مَكَانَهُ خَالِيا مِنْهُ أضَاف الله ذَلِك الْمَكَان إِلَى يهودى أَو نَصْرَانِيّ ليعذب فِيهِ زِيَادَة على تَعْذِيب مَكَانَهُ الذى يسْتَحقّهُ بِحَسب كفره وَيشْهد لهَذَا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى حَدِيث أنس يُقَال لِلْمُؤمنِ الذى ثَبت عِنْد السُّؤَال فى الْقَبْر أنظر إِلَى مَقْعَدك من النَّار قد أبدلك الله بِهِ مقْعدا من الْجنَّة
قَالَ القرطبى قد جَاءَت أَحَادِيث دَالَّة على أَن لكل مُسلم مذنبا أَو غير

اسم الکتاب : يقظة أولي الاعتبار المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست