فيا من ابتليت بهذا المرض؛ على أي شيء مات صاحبك؟ !
لقد بين ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن هذا المرض وهذا العشق تارة يكون كفرًا كمن اتخذ معشوقه ندا يحبه كما يحب الله، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه؟ فهذا عشق لا يُغْفَرُ لصاحبه فإنه من أعظم الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به. . . إلى أن قال: وربما صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيد ربه كما قال العاشق الخبيث [1] وكما صرح الخبيث الآخر أن وصله أشهى إليه من رحمة ربه كما مر. [1] والمقصود بذلك هو المتنبي الشاعر يزعم أن ريق محبوبه أحلى من التوحيد، يقول:
يترشفن من فمي رشفات ... هن في أحلى من التوحيد