responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 139
يعْرفُونَ ذَلِك مِنْهُ فَكَانُوا يعْرفُونَ كراهيته للشَّيْء عِنْدَمَا يتَغَيَّر وَجهه فسرعان مايغيرون ماهم عَلَيْهِ وَفِي هَذَا أَمْثِلَة كَثِيرَة يضيق الْبَحْث عَن تتبعها.
وَقد يرى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بعض أَصْحَابه مَا يكره فَيعرض عَنهُ بِوَجْهِهِ تأديباً لَهُ وَكَرَاهَة لفعله، وَلِهَذَا أَمْثِلَة كَثِيرَة أَيْضا (1)
أما التأنيب فَمن ذَلِك قصَّة أُسَامَة بن زيد رَضِي الله عَنهُ عِنْدَمَا قتل رجلا بعد أَن قَالَ: لاإله إِلَّا الله فَوَقع فِي نَفسه فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أقَال: لاإله إِلَّا الله وقتلته؟)) قَالَ قلت: يَا رَسُول الله إِنَّمَا قَالَهَا خوفًا من السِّلَاح. قَالَ: ((أَفلا شققت عَن قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا؟)) فَمَا زَالَ يكررها حَتَّى تمنيت أَنِّي أسلمت يَوْمئِذٍ)) (2)
وَمن هَذَا قصَّة أبي مَسْعُود البدري (قَالَ: كنت أضْرب غُلَاما لي بِالسَّوْطِ، فَسمِعت صَوتا من خَلْفي ((اعْلَم أَبَا مَسْعُود فَلم أفهم الصَّوْت من الْغَضَب قَالَ: فَلَمَّا دنا مني إِذا هُوَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: ((اعْلَم أَبَا مَسْعُود أَن الله أقدر عَلَيْك مِنْك على هَذَا الْغُلَام)) قَالَ: فَقلت: لَا أضْرب مَمْلُوكا بعده أبدا وَفِي رِوَايَة فَقلت يارسول الله هُوَ حرٌّ لوجه الله فَقَالَ: ((أما لَو لم تفعل لَلَفَحَتْك النَّار أَو لمستك النَّار)) [3] .
وَمن الْعقُوبَة بالذم قصَّة أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ عِنْدَمَا سَاب َّمملوكاً فعيَّره بِأُمِّهِ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((أعيرته بِأُمِّهِ، إِنَّك امْرُؤ فِيك جَاهِلِيَّة، إخْوَانكُمْ خَوَلُكم جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم فَمن كَانَ أَخُوهُ تَحت يَده فليطعمه مِمَّا

(1) انْظُر مثلا مُسْند الإِمَام أَحْمد (3/14) وَسنَن أبي دَاوُد ك: الْأَدَب ح: 5237 (5/402) وَالنَّسَائِيّ (8/170) وَابْن حبَان رقم (5489) .
(2) أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه ك: الْإِيمَان ب: تَحْرِيم قتل الْكَافِر بعد أَن قَالَ لَا إِلَه الا الله ح: 15 {1/96) .
[3] أخرجه مُسلم ك: الْإِيمَان ب: صُحْبَة المماليك (3/1280ـ1281) .
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست