responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 120
الَّتِي تدل على سمو أخلاقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مارواه مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ((بَينا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ عَطَسَ رجل من الْقَوْم. فقلتُ: يَرْحَمْكَ اللهُ، فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ، فقلتُ: واثُكْلَ أُمَيَاهْ {مَا شأنُكم تنْظرُون إليَّ؟ وَجعلُوا يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم على أَفْخَاذهم، فلَمَّا رأيتُهم يُصَمِّتُونَنِي، لكِنِّي سَكَتُّ، فلمّا صلَّى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فبأبي هُوَ وأمِّي مَا رأيتُ معلِّماً قبلَه وَلَا بعدَه أحسنَ تَعْلِيما مِنْهُ، فواللهِ ماكَهَرَنِي وَلاَ ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ: ((إنَّ هَذِه الصّلاة لَا يَصِحُّ فِيهَا شَيْء من كَلَام النّاس، إِنَّما هِيَ للتَّسبيح والتَّكبير وَقِرَاءَة الْقُرْآن)) أخرجه مُسلم [1] فَانْظُر لحسن الْخلق وَالْحكمَة والرفق فِي التَّوْجِيه من المربي الْعَظِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَن أنس بن مَالك وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: ((جَاءَ أَعْرَابِي فَدخل الْمَسْجِد ثمَّ صلى ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومحمداً وَلَا ترحم مَعنا أحدا. فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقد تحجرت وَاسِعًا ثمَّ لم يلبث أَن بَال فِي طَائِفَة الْمَسْجِد فَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَه} مَه! قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((لاتزرموه، دَعوه فَلَقَد بعثتم ميسرين وَلم تبعثوا معسرين)) . قَالَ فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَال ثمَّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَاهُ ثمَّ قَالَ: ((إِن هَذِه الْمَسَاجِد لَا تصلح لشَيْء من هَذَا الْبَوْل وَلَا القذر إِنَّمَا هِيَ لذكر الله عز وَجل وَالصَّلَاة وَقِرَاءَة الْقُرْآن)) ؛ ثمَّ دَعَا بذَنُوب من مَاء فصُبَّ على بَوْله)) أخرجه الْجَمَاعَة بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة [2] وَلَقَد كَانَ لهَذَا التَّعْلِيم الْحَكِيم والمعاملة الْحَسَنَة أَثَرهَا

[1] صَحِيح مُسلم (ك: الْمَسَاجِد ومواضع الصَّلَاة ب: تَحْرِيم الْكَلَام فِي الصَّلَاة (1/381) ح:537
[2] البُخَارِيّ (ك: الْوضُوء ب: ترك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّاس الْأَعرَابِي حَتَّى فرغ من بَوْله فِي الْمَسْجِد 1/322) وَأخرجه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الْبَاب الَّذِي بعده، وَمُسلم (ك: الطَّهَارَة ب: وجوب غسل الْبَوْل وَغَيره من النَّجَاسَات إِذا حصلت فِي الْمَسْجِد 1/236) ح: (284) وَأَبُو دَاوُد (ك: الطَّهَارَة ب: الأَرْض يُصِيبهُ الْبَوْل 1/264 من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَاللَّفْظ لَهُ ح: 380) .
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست