responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 117
والتمتع بحلالها {وَلَا تنس نصيبك من الدُّنْيَا} [1] وَفِي دُعَاء الْمُؤمنِينَ الَّذين أثنى الله عَلَيْهِم {رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة} [2] فَلَيْسَ الزّهْد فِي الدُّنْيَا بِتَرْكِهَا والانقطاع للآخرة بل أَن لَا تكون الدُّنْيَا فِي الْقلب وَإِن كَانَت فِي الْيَد يَقُول صَاحب كتاب وَقْفَة تربوية: ((لم يخلق الله الدُّنْيَا ثمَّ يحرّمها على خلقه , بل ذمها عِنْدَمَا يتخذها هَذَا الْمَخْلُوق هدفاً يحيا وَيَمُوت من أَجله فتنسيه الهدف الَّذِي خلق من أَجله, وَهُوَ الْعِبَادَة أما إِذا كَانَت الدُّنْيَا مزرعة للآخرة فَمَا أجملها , وَمَا ألذّها وأسعد مَا فِيهَا. لقد كثرت عِبَارَات السّلف رَضِي الله عَنْهُم عَن النَّوْع الأول من الدُّنْيَا, تِلْكَ الَّتِي تلهي صَاحبهَا عَمَّا خلق من أَجله أُولَئِكَ الَّذين أدخلوها فِي قُلُوبهم..ينبههم التَّابِعِيّ الْجَلِيل مَالك بن دِينَار بقوله: ((إِن الله جعل الدُّنْيَا دَار سفر, وَالْآخِرَة دَار مقرّ فَخُذُوا لمقركم من سفركم, وأخرجوا الدُّنْيَا من قُلُوبكُمْ قبل أَن تخرج مِنْهَا أبدانكم)) (3)
إِنَّه لم يسْتَطع أحد من أُولَئِكَ العمالقة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَالتَّابِعِينَ وَالصَّالِحِينَ من بعدهمْ أَن يقومُوا بِتِلْكَ الطَّاعَات, ويتبوءوا تِلْكَ الْمنَازل الْعَالِيَة, إِلَّا بعد أَن أخرجُوا تِلْكَ الدُّنْيَا الملهية من قُلُوبهم وَأَن يجعلوها بِأَيْدِيهِم)) [4] .

[1] سُورَة الْقَصَص آيَة (77) .
[2] سُورَة الْبَقَرَة آيَة (201) .
(3) صفة الصفوة لِابْنِ الْجَوْزِيّ (3/285) .
[4] وَقْفَة تربوية للشَّيْخ عبد الحميد البلالي ص:137.
اسم الکتاب : وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته المؤلف : عبد الرحمن بن عبد الكريم الزيد    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست