اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 56
هذا ولينا معروف الكرخي سكر من حبنا فلا يفيق إلا بالنظر إلينا وقال علي بن الموفق رأيت حظيرة القدس في المنام ثم دخلت سرداقات العرش فرأيت رجلاً شاخصاً ببصره إلى الله تعالى فقلت يا رضوان من هذا قال معروف الكرخي أخلص العبادة إلى الله تعالى فأباحه النظر إليه إلى يوم القيامة وقيل لبشر الحافي: بعد موته في المنام ما فعل الله بك قال أجلسني على مائدة وقال كل يا من منع نفسه عن الشهوات قيل فإن الإمام أحمد قال على باب الجنة ملك يشفع لمن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق وقال في شرح المهذب عن كثير من الأصحاب تصح الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن قال صاحب العدة وهو المذهب ومن قال بكفره فهو محمول على كفران النعمة والله أعلم وقال يحيى بن معاذ الرازي إذا نظر أهل الجنة إلى ربهم ذهبت عيونهم في قلوبهم من لذة النظر ثمانمائة عام في الأحياء استغنى أهل مصر بالنظر إلى يوسف عليه السلام عن الطعام والشراب أربعة أشهر قال فخر الدين الرازي في تفسير سورة يوسف كان يوسف عليه السلام إذا سار في المدينة لمع وجهه على الحيطان كنور الشمس ... حكاية: مر عيسى عليه السلام براهب في صومعة فسأله عن حاله فقال مكثت سبعين عاماً أطلب من الله حاجة قال ما هي قال يسقيني من سر محبته زنة ذرة فدعى له عيسى ثم بعد أيام رأى عيسى الصومعة مدكدكة والأرض من تحتها تشققت فنزل عيسى عليه السلام إلى شق فرأى الراهب شاخصا ببصره فاتحا فمه فسلم عليه فلم يرد عليه فهتف به هاتف أسقيناه من المحبة جزعا من سبعين ألف جزء فكيف لو زدناه وقال أبو يزيد إن لله شرابا في الدنيا ادخره في كنوز ربوبيته ليسقيه أولياءه في ميمان محبته على منابر كرامته فإذا شربوا طربوا فإذا طربوا طاشوا فإذا طاشوا عاشوا فإذا عاشوا طاروا وإذا طاروا وصلوا فإذا وصلوا اتصلوا فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر وكتب يحيى بن معاذ الرازي إلى أبي يزيد قد سئمت مما شربت من المحبة فقال أبو يزيد غيرك لو شرب بحار السماء والأرض ما روى قال:
شربت الحب كأسا بعد كأس ... فلا نفد الشراب ولا رويت
ورأيت في تفسير نجم الدين النسفي في قوله تعالى وسقاهم ربهم شراباً طهوراً هو شراب ادخره الله تعالى فإذا شربوا طربوا فإذا طربوا هاموا فإذا هاموا طاشوا فإذا طاشوا طاروا فإذا طاروا طلبوا فإذا طلبوا وجدوا فإذا وجدوا نزلوا فإذا نزلوا قربوا فإذا قربوا كشفوا فإذا كشفوا شاهدوا فإن قيل كيف يحب الرجل زوجته وولده وربه والقلب واحد فيقال محبة الزوجة في النفس وتسمى الشهوة ومحبة الولد في الكبد وتسمى الشفقة ومحبة الرب في القلب وقيل خرج يوسف عليه السلام إلى صيد فرأى أعرابياً من الشام فسأله عن يعقوب قال كثير الأحزان وقد انحنى ظهره وذهب بصره على ضد ولده يوسف فوقع مغشياً عليه من البكاء فقالوا ما هذا البكاء فقال أخبرني هذا الأعرابي أن يعقوب أشرف على الهلاك فقالوا وإذا هلك ماذا يكون ثم قالوا أله ذنب قال نعم اتخذ محبوبا مع الله تعالى ... حكاية: جاعت إمرأة إلى الجنيد فقالت زوجي يريد أن يتزوج علي وقال إن لم يكن له أربع جاز قالت لو جاز النظر إلى الأجانب لكشفت
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 56