اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 20
قلب المؤمن معمور بلا إله إلا الله وقال تعالى غافر الذنب لمن قال لا اله إلا الله شديد العقاب على من لم يقل لا إله إلا الله فلا عدوان إلا على الظالمين هم الذين لم يقولها.. الخامسة: قال ابن عباس رضي الله عنهما ينادي من تحت العرش أيتها الجنة وما فيك من النعيم لمن أنت فتقول لأهل لا اله إلا الله وأنا محرمة على من لم يقل لا إله إلا الله ثم تقول النار وما فيها من العذاب لا يدخلني إلا من أنكر لا اله إلا الله ولا أطلب إلا عن كذب بلا إله إلا الله وأنا محرمة على من قال لا اله إلا الله ثم تقول مغفرة الله ورحمته أنا لأهل لا إله إلا الله وناصر لمن قال لا إله إلا الله والنار محرمة على من قال لا إله إلا الله.. السادسة: قال الغزالي التوحيد ينقسم إلى لب ولب لب، وإلى قشر وقشر قشر مثاله اللوز له قشرتان عليا وسفلى ولب وهو القلب ولب لب وهو الدهن فمثال القشرة الأولى أن يقول العبد بلسانه لا إله إلا الله وقلبه غافل ومثال القشرة السفلى توحيد المنافق فإنه ينفعه ما دام في الدنيا فإذا مات طرح في النار ومثال اللب توحيد المؤمن لكن اللب لا يخلو من أشياء لا فائدة فيها كالقشرة الرقيقة الساترة للب فكذلك توحيد المزمن لأن المؤمن لا يخلو من الالتفات إلى زينة الدنيا ومثال الدهن توحيد العارف فالدهن لا يخالطه شيء فكذلك العارف صار خالصا لا يرى إلا الله ولهذا قيل للجنيد في النزع قل لا إله إلا الله فقال ما نسيته فأذكره وقال ذو النون المصري رحمه الله ما طابت الدنيا إلا بذكره وما طابت الآخرة إلا برحمته وما طابت الجنة إلا برؤيته ... حكاية قال الجنيد رحمه الله تعالى خرجت يوما إلى الحج فتحولت الناقة إلى طريق القسطنطينية مدينة الروم فرددتها نحو الكعبة فتحولت نحو المدينة أيضا فتركتها فلما دخلت القسطنطينية رأيت أهلها في قيل وقال فسألت عن ذلك فقيل إن ابنة الملك أصابها جنون وهم يطلبون طبيبا فقلت أنا أداويها فأدخلوني عليها فنادت من داخل الباب يا جنيد لم تجذبك الناقة إلينا فتردها عنا فلما رأيتها فإذا هي من أحسن النساء والغل في عنقها ورجليها فقالت صف لي دواء فقلت لها قولي لا اله إلا الله فرفعت صوتها بذلك فسقط الغل من عنقها ورجليها فقال أبوها ما أحسنك من طبيب فداوني فقلت له قل كما قالت فأسلم وأسلم معه خلق كثير ... مسئلة: يجوز النظر إلى الحاجة بقدرها فإن كانت فصداً أو حجامة فلا بد من حضور محرم كما شرح الرافعي وزاد في الروضة معه الزوج أيضا ولا يحوز لرجل طبيب أن يعالج امرأة طبيبة ويمنع الذمى مع وجود المسلم ... حكاية: مرض الشبلي فأرسل الخليفة إليه طبيبا فعالجه فازداد مرضه فقلا يا شيخ المسلمين لو علمت أن شفائك في قطع عضو من أعضائي لفعلت فقال شفائي في قطع زنارك فقطعه وأسلم فوثب الشبلي كأن لم يكن به مرض فقال الخليفة ظننت أني أرسلت الطبيب إلى المريض وإنما أرسلت المريض إلى الطبيب ... لطيفة: نظر رجل من الحواريين إلى عيسى وقد خرج من دار امرأة بغي فقال يا رسول الله ما تصنع ها هنا فقال الطبيب يداوي المريض ... حكاية قال في روضة العلماء كان يحضر في مجلس الحسن البصري نصراني فانقطع ثلاثة أيام فسأل عنه فقيل أنه في النزع
الأخير فدخل عليه فقال له كيف أنت قال موت عاجل ولا بد لي وقبر موحش
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 20