اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 173
دون الله، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى التوحيد فأعرضوا وأرسلوا له جارية فقالت من أنت فقال محمد رسول الله فسألته عن مسائل فأجابها فقالت إكشف عن ظهرك فلما رأت خاتم النبوة قبلته وأسلمت فلما رجعت إلى أبيها وأخبرته بإسلامها أخذ أوتادا من حديد محمية على النار وعذبها فقالت هذا لمن يطلب الفردوس قليل فلما ماتت طرحوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكفنها وصلى عليها ثم قال والذي نفسي بيده ما ماتت حتى رأت منزلها في الجنة ثم جاء جبريل وقال يا محمد إن القوم قد اجتمعوا على قتلك بكلاب ضارية فلما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم أرسلوا الكلاب وقالوا عليكم بمحمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بحق يوم عرفة اصرف عني هذه الكلاب فخضعت له فقال عليك بأصحابك فوثبت الكلاب عليهم فرموها بالأحجار فوقع حجر في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فنزل خمسة من الملائكة وقال كل منهم إن ربك يأمرني أن أطيعك فما تريد فبكى وقال إن الله تعالى أرسلني رحمة ولم يبعثني عذابا ثم قال اللهم بحق آدم وإبراهيم وعيسى ورمضان ويوم عرفة ارزقهم الإيمان قال ابن عباس فوالله لقد صلينا الظهر والقوم أجمعون خلف النبي صلى الله عليه وسلم.. حكاية: قال بعض الصالحين رأيت رجلا بمكة يقول اللهم بحق صائمي عرفة لا تحرمني ثواب عرفة فقلت له في ذلك فقال كان والدي يدعو بهذا الدعاء فلما مات رايته في المنام فقلت له في ذلك فقال كان والدي يدعو بهذا الدعاء فلما مات رأيته في المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي بهذا الدعاء ولما وضعت في قبري جاءني نور فقيل لي هذا ثواب عرفة قد أكرمناك به ...
فائدة: أكرم الله هذه الأمة بصيام عرفة وأكرم فيه أربعة من الأنبياء أكرم آدم بالتوبة وموسى بالتكليم ومحمد بالحج وإكمال الدين وإبراهيم بفداء الذبيح وهو إسماعيل كما تقدم في باب المحبة قال النيسابوري في تفسيره هربت هاجر من سيدتها سارة فقال لها ملك إلى أين قالت أهرب من سيدتي قال ارجعي واخضعي لها فإن الله تعالى يكثر ذريتك وستحبلين وتلدين ولدا إسمه إسماعيل يكون عين الناس فلما أمر إبراهيم بذبحه في المنام لأن منام الأنبياء وحي وقيل أن الله تعالى أمر جبريل بذلك فقال يا رب بيني وبينه صداقة وهو شيخ كبير وما بشرته إلا بخير فلا أبشره بهذا فحوله الله تعالى في المنام ليلة عرفة فلما أصبح ذبح مائة من الغنم فجاءت نار فأكلتها فظن أنه في فقيل له ليلة الأضحى خليل الرحمن قرب ولدك إسماعيل فلما أصبح قال لأمه إغسلي رأسه وادهنيه ففعلت فلما خرج جاء الشيطان وقال يا هاجر إن إبراهيم يريد ذبح إسماعيل قالت ولم قال زعم أن الله تعالى أمره فقالت سلمنا الأمر لله فلحق إسماعيل وقال له كما قال لأمه فرد عليه كما ردت عليه أمه ثم قال يا إبراهيم تريد ذبح ولدك قال نعم قال جاءك شيطان في المنام فقال إليك عني يا عدو الله فلما وصل إلى الجبل قال يا بني إني أريد أن أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ولكن إذا أضجعتني فشد وثاقي لئلا يصيبك من دمي وكن على البلاء صابرا وادفع قميصي إلى أمي ليكون لها تذكرة وأقرئها السلام مني وإن سألتك عني فقل تركته عند من هو خير منك ومني فقال إبراهيم يا رب إرحم ضعفي وكبر سني فإن لم ترحمني فارحم هذا الولد الصبي الصغير الذي لا ذنب له وكان عمره سبع سنين وقيل ثلاثة عشر فضجت الملائكة
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري الجزء : 1 صفحة : 173