responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري    الجزء : 1  صفحة : 143
أتفرس في هذا الرجل أنه نجار فقال الإمام أحمد أتفرس فيه أنه حداد وكان الرجل يصلي فلما فرغ دعاه الشافعي فسأله عن حرفته فقال كنت في العام الماضي نجارا وأنا في هذا العام حداداً قال مؤلفه فراسة الشافعي أبلغ الحفاء حرفة النجار وبعد المسافة بخلاف الحداد فإن صنعته تظهر غالبا ... حكاية: قال في الإحياء كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يضع في فمه حجرا يمنع نفسه عن الكلام يشير إلى لسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد قال ابن مسعود والله النبي لا إله إلا هو ما من شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان وقال غيره من خطر اللسان جعل الله عليه ما بين الأسنان والشفتين وقال صلى الله عليه وسلم أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ومن كف لسانه ستر الله عورته وقال صلى الله عليه وسلم رحم الله من قال خيرا فغنم أو سكت فسلم وقال صلى الله عليه وسلم من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به وقال عيسى عليه السلام العبادة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت وجزء في الفرار من الناس وقيل للقمان عليه السلام اذبح هذه الشاة وأطعمنا أطيب ما فيها فجاء بقلبها ولسانها ثم قيل له اذبح شاة وأطعمنا أخبث ما فيها فجاء بقلبها ولسانها فسئل عن ذلك فقال ليس في الجسد مضغتان أخبث منهما إذا خبثا ولا أطيب منهما إذا طابا مسئلة: إذا حلف لا يأكل لحما فأكل لسانا حنث أو قلبا أو أكرشا أو كبدا أو طحالا أو عينا أو أمعاء أو دما أو سمكا أو ميتة فلا ولو حلف لا يأكل حراما فأكل ميتة مضطرا حنث حكاه العلامة في قواعده عن فتاوي القاضي حسين قال في المنهاج والألية والسنام ليسا لحما ولا شحما أي فلا يحنث من حلف أن لا يأكل لحما أو شحما فأكلهما ... فوائد: قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه من أراد أن ينور الله قلبه فليترك الكلام فيما لا يعنيه وقال أيضا رضي الله عنه ثلاثة تزيد في العقل مجالسة العلماء ومجالسة الصالحين وترك الكلام فما لا يعنيه وقال معروف الكرخي الكلام فيما لا يعنيه خذلان من الله وقال مالك بن دينار وإذا رأيت قسوة في قلبك وحرمانا في رزقك فاعلم أنك قد تكلمت فيها لا يعنيك وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيهم ورأيت في فردوس العارفين التقوى ألف جزء أيسرها ترك ما لا يعنيه ورأيت في حادي القلوب الطاهرة أن سليمان عليه السلام بعث بعض عفاريته
وبعث نفرا ينظرون ما يقول العفريت ويخبرونه قال فأخبره أنه مر على السوق فرفع رأسه إلى السماء وهز رأسه فسأله سليمان عن ذلك فقال عجبت من الملائكة على رؤس الناس ما أسرع ما يكتبون وعجبت من الذين أسفل منهم ما أسرع ما يملون أي عجبت من الناس فإنهم لا يتركون الكلام والملائكة يكتبون كلامهم ... حكاية: دخل لقمان على داود عليهما السلام وهو يصنع الدروع فجعل يتعجب من ذلك وأراد أن يسأله فمنعته حكمته من الكلام فيما لا يعنيه فلما فرغ داود قال نعم الدرع أنت للحرب فقال لقمان الصمت حكمة وقليل فاعله وقال سليمان عليه السلام إن كان الكلام من فضة يكون السكوت من ذهب ولقد أحسن القائل حيث قال: شعر: بعث نفرا ينظرون ما يقول العفريت ويخبرونه قال فأخبره أنه مر على السوق فرفع رأسه إلى السماء وهز رأسه فسأله سليمان عن ذلك فقال عجبت من الملائكة على رؤس الناس ما أسرع ما يكتبون وعجبت من الذين أسفل منهم ما أسرع ما يملون أي عجبت من الناس فإنهم لا يتركون الكلام والملائكة يكتبون كلامهم ... حكاية: دخل لقمان على داود عليهما السلام وهو يصنع الدروع فجعل يتعجب من ذلك وأراد أن يسأله فمنعته حكمته من الكلام فيما لا يعنيه فلما فرغ داود قال نعم الدرع أنت للحرب فقال لقمان الصمت حكمة وقليل فاعله وقال سليمان عليه السلام إن كان الكلام من فضة يكون السكوت من ذهب ولقد أحسن القائل حيث قال:

اسم الکتاب : نزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف : الصفوري    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست