responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 89
الشجرة وسله من غمده وأقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: من يمنعك منى؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم الله عز وجل، قال الأعرابي: مقالاته ثلاث مرات والرسول صلى الله عليه وسلم يرد عليه بقوله: الله عز وجل فسقط السيف من يد غورث وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساكتا لا يتكلم والرسول صلى الله عليه وسلم معرض عنه ودعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه ولم يعاقبه ولعل الأعرابي كان مبعوثا من قوم مشركين ليقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه نعمة وهى نعمة نجاة نبيهم من القتل على أيدي أعدائه وأعدائهم، وهى أكبر نعمة شملت المؤمنين عامة من عهده صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.
ومرة أخرى وهى أن يهود بنى النضير تآمروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلقوا عليه رحى من سطح المنزل الجالس تحته إذ ذهب إليهم مع بعض أصحابه لمهمة تطلبت الذهاب إليهم بمقتضى المعاهدة السلمية التي كانت بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم، لكن الله تعالى خيبهم حيث أوحى إليه صلى الله عليه وسلم بالمؤامرة فقام سريعا مع أصحابه، وندم اليهود لما فضحوا وأمر الله رسوله بإجلائهم بحكم المعاهدة التي نقضوها، فحاصرهم صلى الله عليه وسلم برجاله وأجلاهم عن المدينة فالتحقوا بالشام.
وثالثة: تآمر يهود عليه لعائن الله تعالى على قتله صلى الله عليه وسلم بإطعامه سما فنجاه الله تعالى فهذه النعمة نعمة نجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من القتل حتى يتم الله شرعه ويكمل دينه ولما نزلت آية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} توفاه الله في حجرته المشرفة التي دفن فيها، ودفن معه صاحباه الشيخان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وأرضاهما، لهذا نادى الله تعالى عباده المؤمنين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} أي بإنجاء نبيكم من القتل المدبر له (صلى الله عليه وسلم) من قبل أعداء التوحيد وأعداء الإسلام، اليهود، وبين ذلك بقوله: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} أي بقتل نبيكم فكف أيديهم عنكم.
تأمل هذا أيها القارئ كيف نسب الله تعالى القتل إلى المؤمنين والمتآمر على قتله هو نبيهم صلى الله عليه وسلم، فتفهم أن على كل مؤمن ومؤمنة أن يفدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وولده ووالديه والناس أجمعين، وهو كذلك. وتأمل قول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} . يتبين لك سر أمر الله تعالى عباده المؤمنين بذكر نعمة

اسم الکتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست