responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 229
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أي بالله رب وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا فحيوا بذلك وأصبحوا أهلا للنداء وما يؤمرون به وينهون عنه. {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} ، إي التزموا بنصرة ربكم وإلهكم الحق الذي لا رب غيره ولا إله سواه، التزموا بنصرته في دينه ونبيه وأوليائه المؤمنين المتقين فقولوا كما قال الحواريون لما دعاهم عيسى عبد الله ورسوله لنصرته قائلا: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} ؟ أي من ينصرني في حال كوني متوجها إلى الله أنصر دينه وأولياءه فأجابوا قاثلين {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّه} . فكونوا أنتم أيها المسلمون مثلهم في نصرة دين الله ونبيه وعباده المؤمنين. وقد أجابوا رضوان الله تعالى عليهم. {َخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} . فلم يجيبوا ونحن مع الأسف منهم واأسفاه ... واحسرتاه.... واحزناه....على ما فرطنا في جنب الله.
وقوله تعالى في ختام هذا النداء: {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} . فقوله {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ} أي بعيسى وما جاء به من الحق والهدى، وهو أن عيسى عبد الله ورسوله، وليس بإله ولا ابن إله، ولا ثالث ثلاثة مع الله، وليس هو بساحر ولا دجال ولا مفتر كذاب، ولا هو بابن زنى. وكفرت طائفة أخرى فاليهود قالوا عبسى ابن زنى وقالوا ساحر وكفروا به وبما جاء به واحتالوا على المؤمنين الموحدين من أتباع عيسى عليه السلام فأفسدوا عقائدهم وحرفوا دينهم مكرا بهم وحسدا لهم على فوزهم بالدين الحق والولاية الإلهية حرموا هم منها والعياذ بالله. وقوله تعالى: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ} أي الكافرين {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} أي غالبين عالين منصورين إلى أن احتال اليهود أعداء الله الحسدة على إفساد الدين الصحيح الذي جاء به عيسى عليه السلام وهو الإسلام القائم على عبادة الله تعالى وحده بما شرع من أنواع العبادات الروحية والبدنية، وحينئذ لم يبق من المؤيدين إلا أنصار قليلون هنا وهناك، وعلا الكفر والتثليث. وظهر الشرك في ربوع الأرض، واستمر الوضع كذلك إلى أن بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم فانضم إلى الإسلام من انضم من النصارى فأصبحوا بالإسلام ظاهرين على عدوهم من المشركين المؤلهين لعيسى الحيارى في تقويمه إذ مرة يقولون هو ابن الله، ومرة يقولون ثالث ثلاثة مع الله. وضللهم وتركهم في هذه المتاهات الانتفاعيون من الرؤساء والجاهلون المقلدون من المرءوسين، كما فعل

اسم الکتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست