responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 212
النداء الثامن والسبعون: في وجوب تقوى الله عز وجل والتزود للآخرة ووجوب ذكر الله وحرمة نسيانه لما يفضي إليه من الخسران والحرمان
الآيات (18، 19، 20) من سورة الحشر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} .
الشرح:
اذكر أيها القارئ الكريم والمستمع أن الله تعالى ينادى عباده المؤمنين لإيمانهم؛ إذ بالإيمان هم أحياء يسمعون النداء، ويجيبون المنادى، وها هو ذا تعالى يناديهم بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أي يا من أمنتم بالله، ولقائه، والرسول وما جاء به، والكتاب الحكيم، وما فيه {اتَّقُوا اللَّهَ} فأمرهم بتقواه عز وجل، وهى خوف وخشية ورهبة تحمل صاحبها على أداء الفرائض، وترك المحرمات، كما هي في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما تحمله على المسابقة إلى الخيرات والتنافس في الصالحات. أمرهم بالتقوى، ثم أمر كل نفس على حدة أن تنظر فيما قدمت من الصالحات لتثاب عليها يوم القيامة بحسن الثواب وتجزى بخير الجزاء، كما تنظر فيما قدمت من سوء وعمل غير صالح لأنها تجزى به، والمراد من الغد يوم القيامة إذ هو يوم الحساب والجزاء {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} . ثم كرر أمره السامي الحكيم بالتقوى فقال: {اتَّقُوا اللَّهَ} . أي خافوه أرهبوه واتقوا عقابه بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ الطاعة لله والرسول تثمر زكاة نفس المطيع، إذ كل قول وعمل تعبدنا الله تعالى به فعله مستوفيا الشروط ينتج الحسنات التي بها تزكو النفس البشرية وكما أن كل قول أو عمل نهانا الله عنه وأوجب علينا تركه إن نحن عصيناه وفعلناه خبث نفوسنا ولوثها فتصبح في خبثها

اسم الکتاب : نداءات الرحمن لأهل الإيمان المؤلف : الجزائري، أبو بكر    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست