responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موضوعات صالحة للخطب والوعظ المؤلف : العاصمي الحنبلي، محمد بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 247
وجيء بتاج كسرى إلى عمر رضي الله عنه، فقال: إن الذين أدوا هذا لأمناء. فقال له علي رضي الله عنه: إن القوم رأوك عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا.
وفضائله رضي الله عنه كثيرة. منها: تعبده واجتهاده، وبكاؤه، وحذره من الابتداع في الدين، وإشارته بجمع القرآن، وهيبته في القلوب، وزهده، وتواضعه، ونزول القرآن بموافقته في مواضع، وفرار الشيطان منه [1] واهتمامه برعيته وملاحظته لهم، وغزواته، وفتوحاته، وحجاته، وعدله في رعيته، وقوله وفعله في بيت المال، وحذره من المظالم، وغير ذلك كثير.
عن علي رضي الله عنه قال: رأيت عمر بن الخطاب على قتب يعدو فقلت: يا أمير المؤمنين أين تذهب؟ فقال: بعير ند من إبل الصدقة أطلبه. فقلت: لقد أذللت الخلفاء بعدك. فقال: يا أبا الحسن لا تلمني، فوالذي بعث محمدًا بالنبوة لو أن عناقًا ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة [2] . فرضي الله عنه

[1] وكلامه في الزهد والرقاق. ومع ذلك طلب الشهادة وقتل شهيدًا - رضي الله عنه -.
[2] ملخصة من مناقب عمر لابن الجوزي.
قلت: ولما ذكر هنا ما يتعلق بفضائل أبي بكر وعمر وخلافتهما -رضي الله عنهما- فيحسن أن أذكر طريقة أهل السنة والجماعة باختصار شديد.
قال ابن تيتيمة -رحمه الله- في «العقيدة الواسطية» المعبرة عما أجمع عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة حيال البدع التي حدثت بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
«فهم في وسط في (باب صفات الله تعالى) بين أهل التعطيل الجهمية وبين أهل التمثيل المشبهة. وهم وسط في (باب أفعال الله) بين القدرية والجبرية. وفي (باب وعيد الله) بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم. وفي (باب أسماء الإيمان والدين) بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية. وفي (باب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بين الروافض والخوارج. ثم شرح هذه الأبواب في تلك العقيدة المختصرة جدًا وفي غيرها من مؤلفاته.
فذكر عن أهل السنة أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وذكر أن من ينفي الأسماء والصفات أو ينفي الصفات فقط أو يثبت السبع الصفات وينفي البقية ويحرف نصوصها- بما يسميه التأويل، وكذلك بقية الأبواب الخمسة من سلك مسلكهم فيها فهو منهم، ومن خالفهم في شيء منها لم يطلق عليه هذا الاسم. (أهل السنة والجماعة) لما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفرقة الناجية من الفرق الثلاث والسبعين قال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» .
وهذا الحديث في الافتراق بالبدع والأهواء في هذه الأبواب؛ لا في أصل الدين؛ لأنه قال «أمتي» فأضافها إلى نفسه؛ لا أمة الدعوة أمة الدعوة كل الناس {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] . وإنما نبهت على هذا لكثرة من يغلط فيه، فلا يفرق بين الاختلاف في توحيد الألوهية والاختلاف في فروع العقائد. (وانظر مجموع فتاوى ابن تيمية ج3- 8) .
اسم الکتاب : موضوعات صالحة للخطب والوعظ المؤلف : العاصمي الحنبلي، محمد بن عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست