responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موارد الظمآن لدروس الزمان المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 50
طَاعة وَتقيم فيه عِبَادَة فَكَما يشهد عَلَيْكَ إِذَا اسْتُشْهِدْ يَشهد لك، وكذَلِكَ ثوبك إِنْ عَصَيْتَ الله فِيه فكن كما ذكرته لك.
شِعْرًا ... يا نَاظِرًا يَرْنوا بِعَيْنِيَ راقِدِ ... ومُشَاهِدِ لِلأَمْرِ غَيْرَ مُشَاهِدِ
تَصِلُ الذُّنُوبَ إِلى الذُّنُوبِ وتَرتَجي ... فَوْزَ الجِنَانِ ونَيْل أَجْرِ العَابِدِ
ونَسِيتَ أنَّ اللهَ أَخْرجَ آدَمًا ... مِنْهَا إِلىَ الدُنْيَا بِذَنْبٍ واحِدِ

وَقَال: وَإنِّي تَدَبَّرْتُ أَحْوالَ أَكْثَرِ العُلَماءِ المُتَزهِّدِين فَرأَيتُهمْ في عُقوباتٍ لا يحُسُّونَ بها، وَمُعْظَمُهَا مِن قِبَل طَلَبِهم لِلرِّيَاسَةِ. فالعَالِمُ مِنهم يَغْضَبُ أَنْ رُدَّ عليه خَطَؤُه، وَالوَاعظُ مُتَصَنَّعٌ بِوَعْظِهِ، والمُتَزَهِّدُ مُنَافِقٌ أَوْ مُرَاءٍ.
فأولُ عُقُوباتِهم إعراضُهم عن الحَقِ شُغْلاً بالخَلقِ، ومن خفيِّ عُقوباتِهم سَلبُ حَلاوةِ المناجاةِ، ولَذةِ التَّعَبُدِ.
إلا رجَالٌ مُؤمنونَ ونساءٌ مؤمنات، يَحفظُ الله بهم الأرضَ، بَواطِنُهم كَظَوارِهِم بل أَحْلى، وسرَائُرهم كَعَلانِيتِهمْ بل أحلى، وهِمَمُهُمْ عند الثُريَا أعلى.
إن عُرفَوا تَنَكَّرُوا، وإن رُئِيُتْ لهم كرامةٌ أنكَرُوا. فالناسُ في غَفَلاتِهم، وهم في قَطْعِ فَلاتِهم تُحِبُّهُم بِقَاعُ الأرضِ، وتَفْرَحُ بِهم أَمْلاكُ السماء. نسأل الله عز وجل التوفيقَ لإتباعهم، وأَن يَجْعَلَنَا مِن أتباعهم.
شِعْرًا ... خُذْ مِنْ شَبَابِكَ قَبْل الموتِ والهَرَم ... وَبَادِرِ التَّوبَ قَبْلَ الفَوتِ والنَّدَمِ
واعْلَمْ بأنَكَ مَجْزِيٌّ ومُرْتَهُنٌ ... وَرَاقَب الله واحْذَرْ زلَّةَ القَدمِ
فَلَيْسَ بَعْدَ حُلُولِ المَوْتِ مَعْتَبةٌ ... إلا الرُّجاءُ وعَفْوُ اللهِ ذِي الكَرَمَ

آخر ... يَقَولُون: أسْبَابُ الحَيَاةِ كَثِيرةٌ ... فَقُلْتُ: وأَسْبَابُ المَنُونِ كَثِيرُ
وما هَذِهِ الأَيَّامُ إِلا مَصَائِدٌ ... وأَشْرَاكُ مَكْرُوه لَنَا وغُرورُ
يُسَارُ بِنا فِي كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ ... فكَمْ ذَا إِلى ما لاَ نُريدُ نَسِيرُ
وما الدَّهرُ إلا فَرْحَةٌ ثُمَّ تَرْحَةٌ ... وما النَّاسُ إلا مُطْلَقٌ وأَسِيرُ

اللَّهُمَّ ألْهِمْنَا ذِكْرِكَ وشُكْركَ وَوَفِقْنَا لِمَا وَفّقْتَ لَهُ الصّالحين من خَلْقِكَ،

اسم الکتاب : موارد الظمآن لدروس الزمان المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست