responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 7
مقدمة الكتاب 1:
كيف غفلنا عن أن هناك منهجًا إسلاميًا للتربية، وأن هذا المنهج موجود في القرآن؟!
إنني أتحدث عن نفسي.
لقد ظللت زمنًا أقرأ القرآن دون أن أفطن إلى هذه الحقيقة!
لقد أحسست بطبيعة الحال أن في القرآن توجيهات تربوية كثيرة، وأن لهذه التوجيهات أثرًا في النفس, وأن الإنسان حين يتدبرها ويتأثر بها، يصبح له سلوك معين وتفكير معين وشعور معين، هو أقرب إلى الصلاح والتقوى، ويصبح الإنسان أكثر شفافية وأكثر إنسانية.
أحسست هذا لأنه بديهية واضحة لا تحتاج إلى تفكير.
ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين هذا الإحساس المبهم الذي لا يعرف الإنسان من أين ينبع على وجه التحديد، وبين الإدراك الواعي بأنه ليست توجيهات تربوية متناثرة تجيء عرضًا في سياق الآيات، وإنما هو منهج شامل متكامل، كل جزئية فيه مقصودة، وكل كلمة فيه بحساب!
وقد لا يكون من الضروري لكل إنسان أن يدرك بوعيه وجود هذا المنهج الشامل المتكامل المفصل، فإن الإحساس المبهم الذي يثيره القرآن في قارئه أو سامعه، يؤدي مهمته في توجيه النفس إلى الخير وتعويدها على الصلاح.
ولا شك أن أعدادًا لا حصر لها من المسلمين في العصور الأولى أو الأخيرة قد أخذت انطباعاتها من هذا الطريق المباشر، الذي يصل مباشرة إلى أعماق النفس، ويحركها ويوجهها إلى حيث ينبغي أن تكون.
ومع ذلك فلهذا الوعي قيمته.
له قيمته في أنه يسند الإحساس الوجداني المبهم ويزيد من تأصله في النفوس.
وله قيمته لدى الدارسين والباحثين، الذين يصعب عليهم إمساك الوجدانات الطائرة، فيريدونها مناهج ثابتة تخضع للبحث والتحليل.

1 كتبت هذه المقدمة سنة 1960.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست