responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 67
الكيان الخالص المصفى من الأدران، إلى الجوهر المشرق المستضيء بنور الله، هنالك حيث أودعه الله ليتصل به ويلقاه"[1].
تلك هي العبادات "المفروضة".. ولكنها ليست كل عبادة الإسلام. إن الإسلام يوسع معنى العبادة حتى تشمل كل الحياة. كل عمل يتوجه به الإنسان إلى الله فهو عبادة. وكل عمل يتركه الإنسان تقربًا لله واحتسابًا فهو عبادة. وكل شعور نظيف في باطن النفس فهو عبادة. وكل امتناع عن شعور هابط من أجل مرضاة الله فهو عبادة. وكل ذكر لله في الليل والنهار فهو عبادة. ومن ثم تشمل العبادة الحياة. ويصبح الإنسان عابدًا لله حيثما توجه إلى الله.
وبهذا المعنى تصبح العبادة هي الصلة الدائمة بين العبد والرب، وتصبح هي التربية الدائمة للروح.
هذه الصلة الدائمة بالله.. حبة وخشيته وتقواه. التطلع الدائم إليه واللجوء إلى حماه. الرضى بما يحبه ويرضاه. أي نتيجة تنتج عنها؟ وأي ثمرة تتوصل إليها؟
إنها نتائج شتى وثمار جنية كثيرة في كل اتجاه.
من ثمارها الإحساس الحي بالصلة الوثيقة بين الإنسان والكون. صلة التعاطف والقربى والحب والإعجاب. الإنسان بضعة من هذا الكون الهائل الفسيح. بضعة صادرة من ذات المصدر الذي صدر منه الكون. صادرة من إرادة الله. ومن ثم فهناك وشيجة القربى وصلة النسب العريق! هناك الصلة الحية التي تربط قلبًا بقلب، وشعورًا بشعور!
هذا التعاطف يحييه القرآن بوسائل شتى، منها إحياء مشاهد الكون وجعلها تتحرك حركة الأحياء:
{فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [2].

[1] من فصل "العبادات الإسلامية" كتاب "في النفس والمجتمع".
[2] سورة فصلت 11.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست