responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 187
من منهج التربية، سواء في المنزل أو المدرسة أو الكتاب أو الصحيفة أو المذياع.
لتكون القدوة دائمة وحية وشاخصة في المشاعر وفي الأفكار.

التربية بالموعظة:
في النفس استعداد للتأثر بما يلقى إليها من الكلام. وهو استعداد مؤقت في الغالب. ولذلك يلزمه التكرار.
والموعظة المؤثرة تفتح طريقها إلى النفس مباشرة عن طريق الوجدان.
وتهزه هزًّا. وتثير كوامنه. لحظة من الوقت. كالسائل الذي تقلب رواسبه فتملأ كيانه. ولكنها إذا تركت تترسب من جديد.
لذلك لا تكفي الموعظة وحدها في التربية إذا لم يكن بجانبها القدوة والوسط الذي يسمح بتقليد القدوة ويشجع على الأسوة بها. فالقدوة المنظورة الملموسة هي التي تعلق المشاعر، ولا تتركها تهبط إلى القاع وتسكن بلا حراك.
وحين توجد القدوة الصحيحة فإن الموعظة تكون ذات أثر بالغ في النفس، وتصبح دافعًا من أعظم الدوافع في تربية النفوس.
ثم إنها من جانب آخر ضرورة لازمة.. ففي النفس دوافع فطرية في حاجة دائمة للتوجيه والتهذيب. ولا بد في هذا من الموعظة. فقد لا يلتقط الإنسان القدوة الصالحة، أو قد لا تكفيه بمفردها.
قد لا يسرق الوالد ولا الأم ... ولكن الطفل يجنح إلى السرقة بدافع من دوافع الأطفال.
قد لا يكذب الوالد ولا الأم ... ولكن الطفل يكذب ليكمل نواحي النقص التي يحسها في نفسه أو في بيته أو في والديه!
قد لا يقسو الوالد ولا الأم ... ولكن الطفل يمسك الطيور فيخنقها، والقطط فيشد ذيولها وينصل آذانها!
لا بد حينئذ من الموعظة! موعظة لطيفة خفيفة مؤثرة. ترد الطفل إلى صوابه وتعوده على مكارم الأخلاق.
والإنسان الكبير كالطفل الصغير في حاجة دائمة إلى المواعظ، فقد لا يلتقط القدوة الصالحة. أو قد لا تكفي وحدها للتقويم.
فقد يعدل الحاكم ويظلم المحكومون. ويستعلي القائد ويسفل الشعب!

اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست