اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 125
يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} [1] {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [2].
ويمنع الإسراف في التملك، فيضع للاستحواذ حدودًا لا يكون حلالًا إلا بها، فيمنع الغصب والسرقة وأكل مال الأجير والافتيات على حقوق الناس، كما يمنع الربا والاحتكار وهي وسائل التضخم المالي في جميع العصور. ويضع كذلك مصارف معينة لا بد منها لتزكية المال وجعله حلالًا طيبًا. فالزكاة والصدقات والإنفاق في سبيل الله والإنفاق على الوالدين والأقربين.. كلها لمنع الإسراف في التملك والتخفف من شح النفس.
ويمنع الإسراف في القتل {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [3].
ويمنع الإسراف في الجنس. فلا يبيح المثيرات العنيفة في المجتمع. فلا اختلاط ولا تبرج ولا عري ولا غناء فاحشًا، ولا قصص مكشوفة، ولا دعوة مباحة لشتى صنوف البغاء[4].
وهكذا وهكذا في كل نزعة فطرية وكل لون من ألوان السلوك. وبذلك ينشأ مجتمع متوازن, وإنسان متوازن، توازنت طاقاته، وعملت روحه وعقله وجسمه جميعها في آن. والجسم في كل ذلك محترم معترف بكيانه، غير منبوذ ولا محتقر ولا مهان. [1] سورة الفرقان 17-18. [2] سورة سبأ 34. [3] سورة الإسراء 33. [4] انظر "معركة التقاليد" فصل "حين نكون مسلمين".
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 125