responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف : عفيفي، محمد بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 412
َصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ} [1] أَي تسلوا بقَوْلهمْ هَذَا عَمَّا أَصَابَهُم وَعَلمُوا أَنهم ملك لله يتَصَرَّف فِي عبيده بِمَا يَشَاء، وَعَلمُوا أَنه لَا يضيع لَدَيْهِ مِثْقَال ذرة يَوْم الْقِيَامَة فأحدث لَهُم ذَلِك اعترافهم بِأَنَّهُم عبيده وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُون فِي الدَّار الْآخِرَة[2].
وليعلم من ابتلى بفقد إِحْدَى بَنَاته أَن الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فقد جَمِيع ذُريَّته من الذُّكُور وَالْإِنَاث وَلم يبْق بعد وَفَاته إلاَّ فَاطِمَة الزهراء –رَضِي الله عَنْهَا- وهديه –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فِي وَفَاة بَنَاته رَضِي الله عَنْهُن، أَنه كَانَ يحزن لوفاتهن وتذرف عَيناهُ الدمع على فراقهن، يَقُول أنس بن مَالك -رَضِي الله عَنهُ- فِي نبأ وَفَاة أم كُلْثُوم –رَضِي الله عَنْهَا–
"شَهِدنَا بِنْتا لرَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قَالَ: وَرَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- جالسٌ على الْقَبْر، قَالَ فَرَأَيْت عَيْنَيْهِ تدمعان، وَقَالَ: "هَل مِنْكُم رجل لم يقارف[3] اللَّيْل؟ " قَالَ أَبُو طَلْحَة: " أَنا " قَالَ: " فانزِل " قَالَ: " فَنزل فِي قبرها "[4].
والدموع هَذِه لَيست دموع جزع وَسخط من قَضَاء الله وَقدره -وَالْعِيَاذ بِاللَّه- إِنَّمَا هِيَ دموع رَحْمَة وشفقة تذرف من عُيُون الرُّحَمَاء روى أُسَامَة بن زيد –رَضِي الله عَنهُ- قَالَ: "أرْسلت ابْنة النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- إِلَيْهِ: أَن ابْنا لي قبض، فأتنا، فَأرْسل يقرئ السَّلَام وَيَقُول: "إِن لله مَا أَخذ، وَله مَا أعْطى، وكل عِنْده بِأَجل مُسَمّى، فَلتَصْبِر ولتحتسب" فَأرْسلت إِلَيْهِ تقسم ليأتينها فَقَامَ وَمَعَهُ سعد بن عبَادَة، ومعاذ ابْن جبل، وَأبي

[1] سُورَة الْبَقَرَة: آيَة 156.
[2] انْظُر ابْن كثير (تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم) 1/203
[3] المُقارفة والقِراف: الْجِمَاع وقارف امْرَأَته جَامعهَا (انْظُر لِسَان الْعَرَب لِابْنِ مَنْظُور 9/28) .
[4] رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه (3/194 مَعَ الْفَتْح) كتاب الْجَنَائِز –بَاب يعذب الْمَيِّت بِبَعْض بكاء أَهله عَلَيْهِ إِذا كَانَ النوح من سنته- ح 1285.
اسم الکتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف : عفيفي، محمد بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست