اسم الکتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف : عفيفي، محمد بن يوسف الجزء : 1 صفحة : 408
وَفِي زواج بَنَاته رَضِي الله عَنْهُن كَذَلِك مظهر من مظَاهر الْيُسْر فِي الْوَلِيمَة فَفِي لَيْلَة زواج فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَ الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-: "يَا عَليّ لَا بُد للعروس من وَلِيمَة ". فَقَالَ سعد بن معَاذ -رَضِي الله عَنهُ-: "عِنْدِي كَبْش". وَجمع رَهْط من الْأَنْصَار أصواعاً من ذرة وأولم الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- [1].
ونشهد من بعض النَّاس إسرافاً وَاضحا فِي ولائم الزواج وتباهياً وتفاخراً غير مَحْمُود وَهَذَا أَيْضا مُخَالف لهدي النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- وسنته، وَيعود هَذَا الْإِسْرَاف وَغَلَاء المهور على الْأَفْرَاد والمجتمعات بمشاكل وسلبيات كَثِيرَة، أهمها: كَثْرَة العوانس فِي الْبيُوت، وَتَأَخر سنّ الزواج بَين الشَّبَاب، فقد أثبت عبد الرب نواب الدّين فِي دراسة لَهُ: أَن 92% من الْبَنِينَ و 69% من الْبَنَات يرَوْنَ أَن غلاء المهور سَبَب قوي ومباشر من أَسبَاب العنوسة وَتَأَخر سنّ الزواج، واستنتج أَن هَذِه النِّسْبَة الْعَالِيَة تدل على أَن غلاء المهور مشكلة قَائِمَة فِي الْمُجْتَمع، وَهِي مشكلة مستفحلة يعاني مِنْهَا قطاع كَبِير جدا من الشَّبَاب، وَأَنَّهَا السَّبَب الأول والمباشر لظاهرة العنوسة أَو تَأَخّر سنّ الزواج، أَو العزوف عَن الزواج من ذَوي المهور الغالية والتكاليف الْعَالِيَة! واللجوء من ثمّ إِلَى الْخَارِج للزواج من ذَوَات المهور الْيَسِيرَة والمؤونة السهلة[2]. [1] ابْن سعد (الطَّبَقَات الْكُبْرَى) 8/21، دَار بيروت للطباعة والنشر بيروت، ب ت. [2] انْظُر عبد الرب نواب الدّين آل نواب (تَأَخّر سنّ الزواج أَسبَابه، وأخطاره، وطرق علاجه على ضوء الْقُرْآن وَالسّنة) ،دَار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض، ط1 1415هـ، ص174.
اسم الکتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف : عفيفي، محمد بن يوسف الجزء : 1 صفحة : 408