responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف : عفيفي، محمد بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 402
من رجاحة عقلهَا وثقتها بِابْن أُخْتهَا فَكَانَت تعده بِمَنْزِلَة وَلَدهَا.
وَهنا درس نبوي كريم فِي تَزْوِيج الْبَنَات هُوَ أَنه لَا مَانع من أَخذ رَأْي وَالِدَة الْبِنْت والتشاور مَعهَا فَفِي ذَلِك إِكْرَاما لَهَا واعترافاً بِحَقِّهَا.
وزوَّج النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- رقية من عُثْمَان بن عَفَّان -رَضِي الله عَنهُ- الْخَلِيفَة الراشد الزَّاهِد الْجواد السخي الْحَيِي، وَكَانَ من أبرز أخلاقه وأشدها تمَكنا من نَفسه خلق الْحيَاء، الَّذِي تأصل فِي كيانه؛ لذا فقد أشاد الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- بِهَذَا الْحيَاء الْوَاسِع العميم فَقَالَ: "إِن عُثْمَان رجلٌ حييّ" [1]، وَقَالَ – صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -: "ألاَّ أستحي من رجل تَسْتَحي مِنْهُ الْمَلَائِكَة" [2].
وَكَانَ النَّبِي – صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يُحِبهُ كثيرا فَلَمَّا توفيت رقية –رَضِي الله عَنْهَا– زوجه النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- بأختها أم كُلْثُوم وَلما مَاتَت أم كُلْثُوم قَالَ النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- "لَو كَانَ عِنْدِي ثَالِثَة لزوجتها عُثْمَان"، وَفِي رِوَايَة أُخْرَى "لَو كن عشرا لزوجتهن عُثْمَان" [3].
وزوَّج فَاطِمَة –رَضِي الله عَنْهَا– من عَليّ بن أبي طَالب -رَضِي الله عَنهُ- ابْن عَمه –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- وَكَانَ أول ذكر من النَّاس آمن برَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- وَكَانَ قد تربى فِي حجر الرَّسُول –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قبل الْإِسْلَام وَلم يزل عَليّ مَعَ رَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-حَتَّى بَعثه الله نَبيا [4].
يَقُول ابْن كثير رَحمَه الله: "كَانَ أَبُو طَالب ذَا عِيَال كَثِيرَة، فَقَالَ رَسُول الله –

[1] أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه (4/1866) كتاب فَضَائِل الصَّحَابَة ح 2402.
[2] أخرجه مُسلم (الْمصدر نَفسه) ح2401.
[3] ابْن كثير (السِّيرَة النَّبَوِيَّة) ،4/610.
[4] ابْن هِشَام، (السِّيرَة النَّبَوِيَّة) ،1/245.
اسم الکتاب : من الهدي النبوي في تربية البنات المؤلف : عفيفي، محمد بن يوسف    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست