responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل المؤلف : ابن عبد السلام    الجزء : 1  صفحة : 82
وَأما المباهاة بالدنيا فبأن يزِيد على أَبنَاء جنسه بالأبنية والمآكل والمشارب والملابس والمناكح والأثاث والخدم لَا يُرِيد بذلك إِلَّا أَن يفوق غَيره وَأَن يعرفهُ أَنه أفضل مِنْهُ فِي ذَلِك
والمفاخرة كالمباهاة وتزيد عَلَيْهَا بِأَن يذكر مَا فَضله بِهِ تَعْظِيمًا لنَفسِهِ وتحقيرا لصَاحبه مثل أَن يَقُول كم سَمِعت أَنْت وَهل تحسن شَيْئا وَمَا تَقول فِي مَسْأَلَة كَذَا وَكَذَا أَو يَقُول مَا يحسن فلَان مثل مَا أحسن وَلَا قَامَ مقَامي قطّ فِي حَرْب وَلَا فِي غَيره وَكم تحفظ من الحَدِيث وَمن لقِيت من الشُّيُوخ وَمن أدْركْت من الْعلمَاء
والمفاخرة بالدنيا كَقَوْلِه أَنْت فَقير وَلَا مَال لَك وَكم ربحت وَأي شَيْء ملكت وعبدي ومولاي أغْنى مِنْك
وَالتَّكَاثُر كالمفاخرة وَيزِيد عَلَيْهَا بالتعديد مثل أَن يَقُول سَمِعت كَذَا وَكَذَا من الحَدِيث وغزوت وَحَجَجْت كَذَا وَكَذَا غَزْوَة وَحجَّة وَأدْركت كَذَا وَكَذَا من الْمَشَايِخ وَمَا أفطرت من كَذَا وَكَذَا
وَمن ينَام بِالسحرِ فَإِن كَانَ المفاخر المكاثر فطنا يحب أَن يحمد بِمَا فاخر بِهِ أَو كاثر ويخشى أَن يذم بالمفاخرة والمكاثرة عرض بالمفاخرة والمكاثرة ليحصل على غرضيه
وَهَذِه الْأَخْلَاق الذميمة يُجَامع بَعْضهَا بَعْضًا وَيزِيد بَعْضهَا على بعض وَلأَجل ذَلِك فرق الْكتاب وَالسّنة بَينهمَا فَفِي الْكتاب {وتفاخر بَيْنكُم وتكاثر فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد}

اسم الکتاب : مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل المؤلف : ابن عبد السلام    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست