responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل المؤلف : ابن عبد السلام    الجزء : 1  صفحة : 164
وَالطَّرِيق فِي استقامة الِاقْتِدَاء بِمَا اتّفق عَلَيْهِ السّلف الصَّالح فِي أصُول الدّين وفروعه فيتابعه فَلَا يلْزمه سوى ذَلِك وَمِمَّا ينجع فِيهِ أَن الِاعْتِقَاد قد يلتبس بِالْعلمِ فيظن المعتقد الْجَازِم بانه عَارِف عَالم وبمثل هَذَا ضل أَكثر الْمُخْتَلِفين وَيدل على ذَلِك أَن الْإِنْسَان يقطع بالشَّيْء ويجزم بِهِ ثمَّ يظْهر لَهُ بطلَان جزمه لاعتقاد يَعْتَقِدهُ أَو علم يُعلمهُ فالجزم أَن يتَمَسَّك بِالسنةِ الَّتِي درج النَّاس عَلَيْهَا وَأَن لَا يتعداها إِلَى غَيرهَا لما فِي ذَلِك من المخاطرة بِالدّينِ وَمُخَالفَة سيد الْمُرْسلين صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالسَّلَف الصَّالِحين رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ
النَّوْع السَّادِس الاغترار بِالْعبَادَة والزهادة والتقشف وَالصِّيَام وَالْقِيَام وَدَعوى محبَّة الله عز وَجل حَتَّى يصعق أحدهم عِنْد ذكره ويتغاشى فِي السماع إيهاما لغَلَبَة الْحبّ عَلَيْهِ
وَمن هَؤُلَاءِ من يتْرك الأهم بِمَا لَيْسَ كَذَلِك ككسب الْحَلَال وتضييع الْعِيَال وَالْخُرُوج لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة بِغَيْر زَاد وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا وكل من هَؤُلَاءِ مُعْتَقد أَنه قد أَقَامَ التَّقْوَى على حُدُودهَا وحقوقها وَأَنه قد صَار إِلَى منَازِل الْمُتَّقِينَ الورعين
وَطَرِيقه فِي نفي ذَلِك أَن يعْتَبر اكتسابه وأقواله وأعماله وَجَمِيع أَحْوَاله فَإِذا بحث عَن كَسبه وجده حَرَامًا أَو شُبْهَة فقد تبين لَهُ مجانبة التَّقْوَى فِي مكسبه وَإِذا حج بِغَيْر زَاد زاعما أَنه متوكل على ربه تَعَالَى فليعتبر توكله بِمَا ذَكرْنَاهُ عِنْد ارْتِفَاع الْأَسْبَاب وليعلم أَنه مُخَالف لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولأصحابه فِي تزودهم فِي أسفارهم لِلْحَجِّ وَغَيره
وَإِن ظهر أَن أَقْوَاله وأعماله مُوَافقَة فِي ظَاهرهَا للْكتاب وَالسّنة فَلْينْظر فِي إخلاصها لله عز وَجل وليعرضها فِي نَفسه عملا عملا فَإِذا اطلع على تَصنعهُ وريائه زَالَت

اسم الکتاب : مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل المؤلف : ابن عبد السلام    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست