responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل المؤلف : ابن عبد السلام    الجزء : 1  صفحة : 157
وَكَذَلِكَ اغترار العابد بِعِبَادَتِهِ والزاهد بزهادته والعارف بمعرفته وَرُبمَا أقدم هَؤُلَاءِ على مَعْصِيّة رَبهم ظنا مِنْهُم أَن الله عز وَجل لَا يؤاخذهم بقربهم إِلَيْهِ وكرامتهم عَلَيْهِ
والرجاء ضَرْبَان أَحدهمَا مَا يخرج عَن الْقنُوط من رَحْمَة الله تَعَالَى كرجاء العصاة للتَّوْبَة
وَالثَّانِي رَجَاء ارْتِفَاع الدَّرَجَات وَكَثْرَة المثوبات والكرامات وَهَذَا لَا يَصح إِلَّا من العاملين المقبلين على إرضاء رب الْعَالمين قَالَ الله تَعَالَى {الَّذين آمنُوا وَالَّذين هَاجرُوا وَجَاهدُوا فِي سَبِيل الله أُولَئِكَ يرجون رَحْمَة الله} وَقَالَ فِي الرَّجَاء الْقَاطِع للقنوط {يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم لَا تقنطوا من رَحْمَة الله}
88 - فَائِدَة فِي تخويف النَّفس من خطرة الْمعْصِيَة

إِذا خطرت خطرة بِمَعْصِيَة فليخوف النَّفس من الْقَصْد إِلَيْهَا والعزم عَلَيْهَا فَإِن قصدتها فليخوف النَّفس من الْإِقْدَام عَلَيْهَا فَإِن غلبته وأقدمت عَلَيْهَا فليخوفها من الْإِصْرَار عَلَيْهَا وليأمرها بِالتَّوْبَةِ مِنْهَا فَإِن حَدثهُ الشَّيْطَان بِأَن تَوْبَته لَا تقبل وَأَن تَوْبَته لَا تغْفر فليرجها سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى وليذكرها أَنه يغْفر الذُّنُوب جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي
فَإِن أصرت على الذَّنب قنوطا من رَحْمَة الله فليذكرها أَنه لَا يقنط من رَحْمَة الله إِلَّا الظَّالِمُونَ
ويعرفها أَن الْقنُوط من رَحْمَة

اسم الکتاب : مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل المؤلف : ابن عبد السلام    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست