responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 314
الناس بعينك يموتون وقد يكون لأحدهم من المال والجاه والقوة والجمال والعلم والفصاحة والمركز الدنيوي ما يدهش الناظرين له، وقد يكون قد طال عمره وطال أمله حتى مل ومل منه. وبين ما هو في حال من النشاط قوي مشدود أسره، ذو همة تضيق بها الدنيا، قد أقبلت عليه الدنيا من كل جهة، وزهت له، إذا تراه جثة هامدة أشبه بأعجاز النخل الخاوية لا حس له ولا حركة ولا أقوال ولا أفعال قد ضيق على من حوله وإذا لم يسرعوا به إلى الدفن يكون جيفة من الجيف تؤذي رائحتها الكريهة كل من قرب منها، هذا كله يكون بعد ذلك النشاط والقوى لأن هادم اللذات نزل به.
وبعد نزوله لا تسأل كان له ما كان، وفي الحال تصبح زوجته أرملة ويصبح أولاده أيتامًا. وفي الحال تقسم أمواله التي جمعها وقاسى على جمعها الشدائد. لأن الموت يزيل ملكه وينقله إلى ملك ورثته نقلاً تعجز عن نقضه الأيام، نعم إنه بالموت يزول ماله كله وهي أكبر مصيبة مالية.
وأكبر منها أنه يسأل عنه كله داخلاً وخارجًا من حلال أم من حرام وبعد مدة يسيرة ينسى هو وينسى ماله وينسى جاهه وينسى مركزه ومكانته ولو كان ملكًا أو وزيرًا وما كأنه رأته العيون ولا سمعت كلامه الأذان.
اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها، ونعوذ بك من المعصية وأسبابها، اللهم أفض علينا من بحر كرمك وعونك حتى نخرج من الدنيا على السلامة من وبالها وارأف بنا رأفة الحبيب بحبيبه عند الشدائد ونزولها، وارحمنا من هموم الدنيا وغمومها بالروح والريحان إلى الجنة ونعيمها، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست