responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 241
أحسبت أنك يا ابن آدم تهمل وتترك فلا تعاقب، وتظلم وتتقلب في النعيم كيف شئت ولا تحاسب أنسيت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» كل هذا من جهالتك وانطماس بصيرتك ولكن اعمل ما شئت فسيرى الله عملك ثم ترد إليه ويجازيك بما تستحق، جهلت في حال النعيم وكان الواجب عليك أن تتعرف إلى الله في الرخاء ليعرفك في الشدة، ولكن لم تفعل، وأصبحت بعد زوالها منك تشكو لمن؟ تشكو لمن عصيته بالأمس تشكو لمن خالفت أوامره وفعلت نواهيه مع علمك انه المنتقم الجبار تشكو لمن حاربته بالمعاصي المتنوعة وقد أسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنه ولو شاء لمنعها عنك لأنه الفعال لما يريد تشكو لمن تأكل نعمه في أرضه مستعينًا بها على معاصيه أليس عملك هذا في منتهى اللآمة والخساسة يمدك بالنعم وتبارزه بالمعاصي، ألك صبر على جهنم وزمهريرها، ألك طاقة بالويل والغساق والزقوم والحميم والضريع، عباد الله هذا الذي نحن فيه من الانهماك في الدنيا وقتل كل الوقت في جمعها والابتعاد عن الآخرة وانتشار المعاصي بسرعة هائلة ما هو والله إلا بما كسبت أيدينا، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41] . الآية. عباد الله إن غلاء الأسعار، وانتشار الأمراض، وما رأيتم من الفتن والتعقيد في الممتلكات والتقاطع والعقوق، ما هو والله إلا جزاء عملنا وما هو إلا قليل من كثير فقد تمادينا في المعاصي والله يغار على أوامره أن تجتنب ومحارمه أن ترتكب قال صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أغير من الله» الحديث.
اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست