اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 236
والقلق، ولا يقدر على الشكوى، إلا إلى الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء أو من هو مثله في الحسد، فقاتل الله الحسود لا يفعل الخير ولا يحبه لإخوانه المسلمين، غاية أمنيته زوال نعمة الله عن عباده إنه بعمله سالك طريق إبليس لعنه الله، فما أوقع الشيطان في معصية الله إلا حسده لأبينا آدم وامتناعه من السجود بعد ما أمره الله، وما حمل قابيل على قتيل هابيل إلا حسده لأخيه حيث تقبل الله منه قربانه الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة وما منع المشركين والمترفين من إتباع الرسل إلا الحسد والكبر، وما حمل أهل الكتاب على كراهة الدين الإسلامي وصرف المسلمين عن كتاب الله والإيمان بسيد الرسل وخاتمهم إلا ما ذكره الله عنهم {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ البقرة: 109] . الآية، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» الحاسد لا يضمر إلا غدرًا ولا يعمل إلا شرًا ولا يدبر إلا مكرًا وجملة القول أن الحاسد ميسر للعسرى لا تجدي معه المواعظ والنصائح وقد قيل إن بضاعة إبليس خمسة أصناف يبيعها من قوم معروفين، وهي الحسد وأهله العلماء، وأهل الحرفة الواحدة، أي كل من يتفق عملهم مسلمين أو غير مسلمين، والكبر وأهله الأنذال والسفلة والسفهاء والحمقاء ومن لا خير فيه من المحترفين.
والجور والطغيان، وأهله الملوك والأمراء والوزراء والعظماء، وأعوانهم من الفسقة والمجرمين، والكيد، وأهله النساء، والنمامين والدلالين، والمتسببين وبئست البضاعة بضاعة الشيطان، ويا حسرة المشترين، ويا ندامتهم {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} [الدخان: 41] . {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43] قيل إنه كان رجل يغشى أحد الملوك
اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 236