responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 123
عند الأمراء قيل سبب زهدهم لقلة رغبتهم ومعرفتهم بالعلم وأما رغبة العلماء فلمعرفتهم بفضيلة المال عند الحاجة إليه والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم (فائدة في معالجة حب الدنيا المستغرق للوقت)
أعلم أن حب الدنيا يندر من يسلم منه وهو ينبعث من طول الأمل لأن الإنسان يقول الأيام بين يدي وأفعل غدًا كذا وبعد غد سأفعل وأتمتع بالدنيا والتوبة مفتوح بابها وتتمادى به الأيام في جمع الأموال وبناء القصور ونحو ذلك وتشعب آماله إلى أن ينسى أن النفس الواحد يبعده من الدنيا ويدنيه من الآخرة.

وما نَفَسٌ إِلَّا يُباعِدُ مَوْلِدًا ... ويُدْنِي المَنَايَا لِلنُّفوسِ فَتَقْرُبُ

ولكن من العلاج النافع أن يقول الموت ليس بيدي فكيف اعتمد على الحياة فربنا قضى والموت لا يتأخر بكراهتي قال الله جل وعلا: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل: 61] . وقال عز من قائل: {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا} [المنافقون: 11] .
ومن ذلك أن يقول هبني جمعت الدنيا أليس عند الموت أترك ذلك وأسأل عنه ويتمتع فيه غيري فلما لا أفكر في ذلك أجمع الدنيا لغيري وأبوء بحسابها وأضرارها. وأكون كما قال الشاعر:

كَدُوْدٌ كَدُودِ القَزِّ يَنْسِجُ دَائِمًا ... ويَهْلِكُ غَمًّا وَسْط ما هُوْ نَاسِجُ

آخر:

وذِي حِرصٍ تَرَاهُ يُلِمُّ وفرًا ... لِوَارِثِهِ وَيَدْفَعُ عَن حِمَاهُ
ككَلْبِ الصَّيِّد يُمْسِكُ وَهُو طَاوٍ ... فَرِيْسَتَهُ لِيَأَكَلَها سِوَاهُ

ومن العلاج أن يعلم أن من كانت دنياه أكثر فحسرته أشد وخوفه

اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست