اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 121
إن من كان قبلكم بنوا شديدًا وأملوا بعيدا وجمعوا كثيرا فأصبحت اليوم مساكنهم قبورًا وأملهم غرورا وجمعهم بورا.
وقد قال أحد فصحاء الملوك في خطبته: ألم تروا مصارع من كان قبلكم كيف استدرجتهم الدنيا بزخارفها ونفتهم ثم تركتهم وقد تخلت عنهم فهم في حيرة وظلمة مدلهمة تركوا الأهلين والأولاد والعيال والأموال.
مساكنهم القبور وقد خلت منهم الدور وتقطعت منهم الأوصال والصدور وصاروا ترابًا باليًا وكان الله لهم ناهيًا قال تعالى: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6] } [فاطر: 5] .
شعرًا:
نَبْكِي على الدنيا وما مِن مَعْشَرٍ ... جَمَعَتْهُم الدنيا فِلَمْ يَتفرَّقُوا
أَيْنَ الأكاسِرَةُ الجَبَابِرةُ الأُولى ... كَنُزوا الكُنوزَ فما بَقِينَ ولا بَقُوا
مِن كُلِ مَن ضاقَ الفَضَاءُ بِجَيشِهِ ... حَتَّى ثَوى فَحَواهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ
خُرُسٌ إذا نُوُدُوا كَأنْ لم يَفْهَمُوا ... أَنَّ الكلامَ لهُم حَلالٌ مُطْلَقُ
فالموتُ آتٍ والنفُوسُ نَفَائِسٌ ... والمُسْتَغِرُ بِمَا لَدَيْهِ الأَحْمَقُ
آخر:
أَجِدكَ مَا الدنيَا ومَاذا نَعِيْمُها ... وهَلْ هِيَ إِلَّا جَمْرَةً تَتَوقَدُ
لَعَمِري لَقَدْ شَاهَدتُ فِيهَا عَجَائِبًا ... وصَاحَبنَي فيها مَسوْدٌ وسَيدُ
رأيتُ بها أهْلَ المَواهِبِ مَرَّة ... وقد طَابَ عَيْشٌ والسُّرور يُجَدَّدُ
فما رَاعَهُم إلا الرَّزا يا ثَوابِتٌ ... عَلَيهِم وَقَامَت في أذاهم تُحَشَّدُ
وأَسْقَتْهُمُوا كأسًا مِن الذُلِ مُتْرَعًا ... وَكانَ لَهُم فَوقَ السِّمَاكَينِ مَقْعَدُ
اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 121