عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " [1] .
بل إن الرحمة بالخلق والتمسك بالحق خصلة من خصال الأنبياء كما هو ظاهر في قصصهم عليهم السلام، ومثال ذلك ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: كأني انظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكى نبياً من أنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون [2] .
ولقد سار سلف الأمة على ذلك، فهذا أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه يقول الحق ويرحم الخلق ن فإنه لما رأى سبعين رأساً من الخوارج وقد جزت تلك الرؤوس ونُصبت على درج دمشق، فقال رضي الله عنه إعلاماً بالحق: سبحان الله، ما يصنع الشيطان ببني آدم، كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء.
ثم بكى قائلاً: بكيت ُ رحمة لهم حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام [3] . 1
وكان أويس القرني – رحمه الله – إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضْل من الطعام والشراب، ثم يقول: اللهم من مات جوعاً فلا تؤخذني به، ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به [4] .
وكان عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – يقول: يا ليتني عملتُ فيكم بكتاب الله وعملتم به ن فكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شئ منها خروج نفسي [5] . [1] أخرجه البخاري،ك بدء الخلق، ح (3231) ، ومسلم ن ك الجهاد ح (1795) . [2] أخرجه البخاري ك بدء الخلق،ح (3231) ، ومسلم، ك الجهاد ح (1795) .د [3] أنظر تفصيل ك أحاديث الأنبياء (3477) ، ومسلم ح (1792) [4] صفة الصفوة 3/ 54. [5] انظر جامع العلوم والحكم 1/ 223.