المَعْلَمْ الأول: أخذ العلم فنّاً فنّاً
فإن أفضل شيء أخذ الفن الواحد وإتقانه [1] [75] ) ، ثم يأخذ غيره.
قال البعض:
وفي ترادف الفنون المنع جا ... ... إذ توأمان اجتمعا لن يَخرجا
فضبط الفن الواحد، ثم ضبط ما سواه أنفع، ويستثنى من هذا الأصل إذا كان عند الطالب ملكة قوية في الضبط وتفرّغ، واستطاع أن يجمع بين فنين أو أكثر، فلا حرج؛ لأن الملكة تختلف، أو كان طالب العلم لا يجد في بلده ولا يتيسر له وجود العلماء، فيتغرّب السنة والسنتين في ديار العلم، فيحتاج أن يقرأ أكثر من فن وعلم؛ لأنه محتاج إلى ذلك، فهذا لا حرج عليه أن يجمع بين علمين. المَعْلَمْ الثاني: الاجتهاد في ضبط العلم[2] [76] ) :
كم نجلس من مجالس الدنيا، فنسمع فيها فضول الأحاديث والأخبار، ولو سألت الواحد عن خبر من الأخبار لقصه عليك لا يخرم منه حرفاً واحداً.
ثم نجلس مع العلماء الأجلاء وأهل الفضل الذين هم على علم بالكتاب والسنة، ينثرون درر الكتاب والسنة، ولا نرفع بذلك رأساً!
والله إذا بلغ الإنسان إلى هذا المقام فليبكي على نفسه؛ لأن الله حرَمِه التوفيق، إذا جلست في مجالس العلم فرأيت قلبك لم يعي ذلك العلم، فابكِ على نفسك، فلعل ذنباً حال بينك وبين ذلك الخير. [1] 75] ) من حاضرة حلية طالب العلم، للشيخ محمد. [2] 76] ) (بتصرف) من دروس تفسير سورة النور، للشيخ محمد -وفقه الله-.