أول العلم طفرة.. فتجد الإنسان إذا تعلم القليل من العلم، وكان في بدايته، ربما اغترّ، وربما أخذه شيء من العُجب والكبرياء، حتى تدخله الخشية لله جل جلاله، فتكسير قلبه لله سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ذلك الرجل.
المَعْلَمْ التاسع: أخذ العلم عن أهله
مما يوصى به طالب العلم أن يأخذ العلم عن أهله، أن يبحث عن العالم العامل الذي يذكّرك الله مخبره ومظهره، فوالله ما بحثت عن عالم صادق في علمه آخذ العلم عن أهله إلا اتصل سندك بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا أتيت يوم القيامة وقيل لك: لما أفتيت بكذا وكذا، فتقول: يا رب.. أخبرني فلان عن فلان حتى يتصل سندك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: (رضيت بمالك حجةً بيني وبين الله) ، يعني إذا سألني الله يوم القيامة عمن أخذت العلم، قلت: عن مالك، ومن هو مالك؟ إنه ذلك الوعاء الذي قال فيه بعض أهل الحديث في زمانه: إنه المعنيّ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل، فلا يجدون عالماً إلا عالم المدينة) [1] [58] ) .
روى مسلم في صحيحه عن الإمام محمد بن سيرين، فقيه التابعين أنه قال: (أيها الناس! إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوا دينكم) [2] [59] ) . [1] 58] ) رواه الإمامان أحمد والترمذي -رحمهما الله تعالى- وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهو حديث ابن عيينة، فيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير، وضعفه الشيخ ناصر الدين رحمه الله في ضعيف سنن الترمذي رقم (502) . [2] 59] ) رواه الإمام مسلم رحمه الله في المقدمة (1/14) . وروي مثله عن الإمام مالك رحمه الله كما في الانتقاء للحافظ ابن عبد البر (ص:16) .