responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية المؤلف : الشنقيطي، محمد بن محمد المختار    الجزء : 1  صفحة : 59
المَعْلَمْ الثامن: الأدب وحسن الخلق
الأدب نعمة من نِعم الله جل وعلا، ورحمةٌ يرحم الله بها عبده الذي يريد به خيري الدنيا والآخرة، ولو لم يكن في الأدب والخُلق الحسن إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أثقل شيء في الميزان، قال: (تقوى الله وحسن الخُلق) [1] [50] ) .
فطالب العلم يوطّن نفسه على مكارم الأخلاق [2] [51] ) ويسمو بنفسه إلى فضائلها وإلى معالي الأمور، ويترفع عن سفاسِفِها، فإذا أراد الله بالعبد الخير رزقه حلية العلم وجماله ووقاره وزينته وبهاءه، وهو الأدب وحسن الخُلق، فما أجملَ طالب العلم إذا ضمّ إلى علمه السكينة والوقار.
والحِلم والأناة والتواضع.. وغير ذلك من مكارم الأخلاق التي يُحبّها الله ويحبُّ أهلها، قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة) [3] [52] ) .
فالحِلم والأناة كلاهما من مكارم الأخلاق، فيكْمُل طالب العلم ويجمُلُ ويعْظُم ويحْسُن إذا زيّنه الله جل وعلا بزينة التقوى، وألبسه الله حلية مكارم الأخلاق، فإذا رأيت آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وشمائله وآدابه -صلوات الله وسلامه عليه- تظهر من ذلك العبد الصالح في وجهه.. وفي كلامه.. وفي معاملته.. وفي أخذه وعطائه.. وظاهره وباطنه مع الناس، فاعلم أنه على هذى مستقيم.
ومن الخُلق الحسن أن يرى الله قلباً نقياً تقياً بريئاً يخافه سبحانه وتعالى في عباده المؤمنين.
وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا) [4] [53] ) .

[1] 50] ) أخرجه الإمام أبو داود (2/289) ، والإمام أحمد وابن حبان، وصححه. والألباني رحمه الله في الصحيحة برقم (876) .
[2] 51] ) من مقدمة شرح سنن الترمذي، للشيخ محمد.
[3] 52] ) رواه الإمام مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
[4] 53] ) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
اسم الکتاب : معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية المؤلف : الشنقيطي، محمد بن محمد المختار    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست