هذا عمر رضي الله عنه، لما قال الرجل المقالة فآذته رضي الله عنه، وغضب منها غضباً شديداً، مع أن الرجل رد على عمر رداً غليظاً يتهمه في دينه.. في أمانته، فأراد عمر أن ينتقم، قال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين.. إن الله تعالى يقول: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)) [الأعراف:199] ، وإن هذا من الجاهلين، يقول: والله ما تجاوزها، فما إن سمعها حتى سكن غضبه [1] [29] ) . الله أكبر.. أمة تعرف قيمة كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على الإيمان، ولذلك قالوا: من دلائل الإيمان: الاستسلام للكتاب والسنة، فهما طِبّ الأرواح، والله أغلق جميع السبل المفضية إلى الجنة، وأبقى سبيلاً واحداً، وهو سبيل الكتاب والسنة، فطالب العلم الصالح الموفق، إذا ناظرته في مسألة، أو ناقشته في مسألة، فقلت له: قال الله، قال الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: سمعنا وأطعنا لها، لا يجاوزها، ولا يتكلف في الجواب عنها وردها.
الفصل الثاني: معالم في آداب طالب العالم في نفسه
المَعْلَمْ الأول: في تقوى الله.
المَعْلَمْ الثاني: في الإخلاص.
المَعْلَمْ الثالث: الإقبال على العلم بكليته.
المَعْلَمْ الرابع: الصبر وتحمل المشاق في الطلب.
المَعْلَمْ الخامس: حفظ الوقت واغتنامه.
المَعْلَمْ السادس: اختيار الرفقة في الطلب.
المَعْلَمْ السابع: الوصية بالرفقة.
المَعْلَمْ الثامن: الأدب وحسن الخلق.
المَعْلَمْ التاسع: أخذ العلم عن أهله.
المَعْلَمْ العاشر: الاهتداء بالكتاب والسنة.
المَعْلَمْ الحادي عشر: العمل بالعلم. المَعْلَمْ الأول: تقوى الله[2] [30] ) [1] 29] ) رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه برقم (4642، 7286) . [2] 30] ) بتصرف من محاضرة التفقه وآداب الفقهاء، للشيخ محمد، ألقيت بتاريخ 19/2/1413هـ بالدمام.