الفصل الأول: معالم في الأدب مع العلماء
نص العلماء [1] [7] ) رحمهم الله على أنه ينبغي على طالب العلم أن يتحلى بأزين الحلل، وأن تكون فيه حلية طالب العلم في وقاره وفي خشوعه وسمته. قال الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله: (حق على طالب العلم أن تكون فيه سكينة ووقار، واتباع لأثر من مضى قبله) [2] [8] ) .
إن طالب العلم إذا تزين بالآداب، وكان على أكرم الأخلاق، وجمّلها بالعلم، فإن الله يجمله بعد أن يصير عالماً، ولذلك نجد بعض العلماء مُهاباً جليلاً محبوباً، ولو نظرت إليه أثناء الطلب، لوجدته يهاب العلم ويجلّه، فبمقدار ما توفق إلى الآداب مع العلماء في مجلسهم ترزق من الطلاب مثله، فاجتهد -رحمك الله- في أن ينظر لك العالِم نظرة إجلال.
جلس الإمام أحمد بن حنبل يطلب العلم عند عبد الرزاق بن همام الصنعاني -رحمة الله عليهما- إمامان حافظان جليلان من علماء السلف وأئمتهم، حفظا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ووعياها، وكانا على جلال وفضل وكمال -رحمة الله عليهما-.
كان عبد الرزاق يتقي المزاح والطرفة إذا كان الإمام أحمد في مجلسه، وهذا أبلغ ما يكون من الوقار والجلال الذي ألبسه الله أهل العلم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ذللتُ طالباً وعززتُ مطلوباً) [3] [9] ) .
وكان بعض السلف يكره أن يستند الطالب في مجلس العلم، كل ذلك إجلال ووقار للعلم وهيبة للعالم، وكانوا يشددون في مدّ الرِّجْل في مجلس العلم، ويشددون في الأمور التي تشعر بالاستخفاف بالعالِم أو بمجلس العلم. [1] من محاضرة آداب طالب العلم للشيخ محمد، ألقيت في 28/4/1412هـ بمكة المكرمة. [2] رواه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله برقم (899) (ص:544) ط: دار ابن الجوزي بتحقيق أبي الأشبال الزهيري. وذكره الحافظ الذهبي رحمه الله في السير (8/48-135) . [3] رواه الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في الجامع، وصححه المحقق الأستاذ الزهيري رقم (756) (ص:474) .