responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 235
ومن أعظم أنواع بر الحج كثرة ذكر الله تعالى فيه وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في إقامة مناسك الحج مرة بعد أخرى وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الحاج أفضل؟ قال: "أكثرهم لله ذكرا" خرجه الإمام أحمد وروي مرسلا من وجوه متعددة وخصوصا كثرة الذكر في حال الإحرام بالتلبية والتكبير وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الحج العج والثج" وفي حديث جبير بن مطعم المرفوع: "عجو التكبير عجا وثجوا الإبل ثجا" فالعج رفع الصوت في التكبير والتلبية الثج إراقة دماء الهدايا والنسك والهدي من أفضل الأعمال قال الله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} [الحج: 36] الآية وقال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32] وقال تعالى {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: من الآية32] وأهدى النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مائة بدنة وكان يبعث الهدي إلى منى فتنحر عنه وهو مقيم بالمدينة.
الأمر الثاني: مما يكمل ببر الحج اجتناب أفعال الإثم فيه من الرفث والفسوق والمعاصي قال الله تعالى: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] . وفي الحديث الصحيح: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" وقد سبق حديث: "من لم يكن له ورع يحجزه عن معاصي الله فليس لله حاجة في حجه" فما تزود حاج ولا غيره أفضل من زاد التقوى ولا دعي للحاج عند توديعه بأفضل من التقوى وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ودع غلاما للحج فقال له: "زودك الله التقوى" قال بعض السلف لمن ودعه: اتق الله فمن اتقى الله فلا وحشة عليه وقال آخر: لمن ودعه للحج أوصيك بما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذا حين ودعه: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" وهذه وصية جامعة لخصال البر كلها ولأبي الدرداء رضي الله عنه:
يريد المرء أن تؤتى مناه ... ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى الله أفضل ما استفاد
ومن أعظم ما يجب على الحاج اتقاؤه من الحرام وأن يطيب نفقته في الحج وأن لا يجعلها من كسب حرام وقد خرج الطبراني وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك زادك حلال

اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست