responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 231
عمر رضي الله عنهما يقول: إن البر شيء هين: وجه طليق وكلام لين وهذا يحتاج إليه في الحج كثيرا أعني معاملة الناس بالإحسان بالقول والفعل قال بعضهم: إنما سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال وفي المسند عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" قالوا: وما بر الحج يا رسول الله؟ قال: "إطعام الطعام وإفشاء السلام" وفي حديث آخر: "وطيب الكلام" وسئل سعيد بن جبير: أي الحج أفضل؟ قال: من أطعم الطعام وكف لسانه قال الثوري: سمعت أنه من بر الحج وفي مراسيل خالد بن معدان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يصنع من يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه خصال ثلاثة: ورع يحجزه عما حرم الله وحلم يضبط به جهله وحسن صحابة لمن يصحب وإلا فلا حاجة لله بحجه" وقال أبو جعفر الباقر: ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يأت بثلاثة: ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يكف به غضبه وحسن الصحابة لمن يصحبه من المسلمين فهذه الثلاثة يحتاج إليها في الأسفار خصوصا في سفر الحج فمن كملها فقد كمل حجه وبر.
ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم أبا جزي الهجيمي فقال: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تعطي صلة الحبل ولو أن تعطي شسع النعل ولو أن تنحي الشي من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق ولو أن تلقى أخاك المسلم عليه فتسلم عليه ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض" وفي الجملة: فخير الناس أنفعهم للناس وأصبرهم على أذى الناس كما وصف الله المتقين بذلك في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134] والحاج يحتاج إلى مخالطة الناس والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم قال ربيعة: المروءة في السفر بذل الزاد وقلة الخلاف على الأصحاب وكثرة المزاح في غير مساخط الله عز وجل وجاء رجلان إلى ابن عون يودعانه ويسألانه أن يوصيهما فقال لهما: عليكما بكظم الغيظ وبذل الزاد فرأى أحدهما في المنام: أن ابن عون أهدى إليهما حلتين.
والإحسان إلى الرفقة في السفر أفضل من العبادة القاصرة لا سيما إن احتاج العابد إلى خدمة إخوانه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في حر شديد ومعه من هو صائم ومفطر فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال

اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست