ووردت به السنة [1] ومن المشاهَد أن كثيراً من الأسر تتميز بصلاحها من قديم الزمن وإن ضل ولد أو زلَّ فَاءَ إلى الخير بعد مدة؛ لصلاح والديه وكثرة طاعتهما لله. وهذه القاعدة ليست عامة ولكن هذا حال غالب الناس. وقد يظن بعض الناس أن هذا لا أثر له، ويذكرون أمثلة مخالفة لذلك، ليبرروا تقصيرهم وضلالهم.
[الصدق]
8 - الصدق: وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات [2] .
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة المسلمة التي نادت ولدها لتعطيه، فسألها: «ماذا أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمراً، فقال: لو لم تعطيه شيئا كُتبت عليكِ كذبة» [3] .
ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب؛ لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء، وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه [4] . [1] انظر: تيسير العلي القدير، محمد الرفاعي: 3 / 88- 89. [2] انظر: أخلاق المسلم، محمد مبيض: ص 61. [3] أخرجه أبو داود في سنة: كتاب الأدب، باب في التشديد في الكذب: رقم الحديث (4991) 2 / 716، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3 / 447. [4] انظر: أخلاق المسلم، محمد مبيض: ص 72.